ولا المشبهتين بـ (ليس) وخبر (لا) التي لنفي الجنس (١).
قوله : (فمنه الفاعل) : الضمير في (منه) يعود إلى (ما) ، أي مما اشتمل على علم الفاعلية ، وإنما قدم الفاعل ، لأنه الأصل عنده (٢) ، وهو اختيار الزمخشري (٣) ، لأن عامله لفظي ، فهو قوي ، وسيبويه وأتباعه يقدمون المبتدأ ، لأنه عامله معنوي عدمي ، فهو كالمستقل بنفسه (٤). والفاعل يحتاج إلى فعله ، ولأن الفاعل مع فعله مركب ، والمفرد أسبق ، وعامله الفعل على كلام الجمهور ، وروي عن الكسائي : (٥) أنه معنوي ، وهو كونه فاعلا ، إن كان مثبتا ، أو التوكيد إن كان منفيا ، ورد بـ (مات زيد) وقيل : لشبهه بالمبتدأ في أنه مخبر عنه.
قوله : (وهو ما أسند [إليه](٦) الفعل) ، كالجنس للحد ، وإنما أتى بـ (ما) ولم يقل (اسم) ليدخل فيه صريح الاسم ، نحو (قام زيد) والمقدر بحروف المصدر ، وهي (أن) و (أنّ) و (ما) نحو : (يعجبني أن قمت) و (أنك قمت) ، و (ما صنعت) ، قال :
[٦٦] يسر المرء ما ذهب الليالي |
|
وكان ذهابهنّ له ذهابا (٧) |
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٠ وبهامشه برقم ٥.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٧١.
(٣) ينظر المفصل ١٨ ، وشرحه لابن يعيش ١ / ٧٤ ـ ٧٥.
(٤) ينظر الأنصاف ١ / ٤٤ وما بعدها المسألة رقم ٥ في رافع المبتدأ ورافع الخبر ، وشرح شذور الذهب ٨٧ وشرح الرضي ١ / ٧١.
(٥) ينظر مصادر الحاشية السابقة.
(٦) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٧) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في المقتصد في شرح الإيضاح ١ / ٢٤٢ ، وشرح المفصّل ٨ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ، والإيضاح في شرح المفصّل ٢ / ٢٣٣ ، والجنى ، ٣٣١ ، والهمع ١ / ٨١. والشاهد فيه قوله : (ما ذهب الليالي) حيث وقع المصدر المؤول من ما والفعل في محل رفع فاعل.