[و ٢٠] إلى الأصل ، وهي أربعة :
الأول : اللبس ، وهو حيث ينبغي الإعراب فيهما ، والقرينة أي في الفاعل والمفعول ، وفي قوله : (فيهما) (١) ، إضمار ، لأنه لم يتقدم للمفعول ذكر ، وجوابه أن المفعول من لازمه ، فكأنه قد تقدم ذكره ، مثال انتفاء الإعراب والقرينة فيهما (ضرب موسى عيسى) فإن الإعراب منتف فيهما لفظا ، والقرينة أيضا منتفية ، لأنها على ضربين ؛ لفظية ، نحو : (وضربت الحبلى موسى) ومعنوية ، وهي حالية نحو (ضربت هذه هذه) ، مشيرا إليهما وعقلية نحو : (أكل موسى الكمثرى).
واحترز بقوله (وإذا انتفى الإعراب لفظا فيهما ، والقرينة) من أن توجد نحو : (أكل زيد أخيرا) (٢) أو أحدهما نحو (ضرب زيد عمرا) ، و (أكل موسى الكمثرى) ، فإن في هذه لا يجب فيها تقديم الفاعل لأن اللبس منتف فيها.
الثاني قوله : (أو كان مضمرا متصلا) يعني الفاعل ، نحو (ضربت زيدا) لأنه لو أخرّ لانفصل ، وهو لا يسوغ إلا لتعذر الاتصال ، واحترز بالمضمر من الظاهر ، وبالمتصل من المنفصل ، نحو (ما ضربني إلا أنت) فإنه لا يجب
__________________
(١) قال الرضي في شرحه : ١ / ٧٢ (أي في الفاعل والمفعول به الذي دل عليه سياق الكلام أي إذا انتفى الإعراب اللفظي في الفاعل والمفعول معا مع انتفاء القرينة الدالة على تمييز أحدهما عن الآخر وجب تقديم الفاعل لأنه إذا انتفت العلامة الموضوعة للتمييز بينهما أي الإعراب لمانع ، والقرائن اللفظية والمعنوية الدالة على تعيين أحدهما من الآخر ، فليلزم كل واحد مركزه ليعرفا بالمكان الأصلي لكل منهما.
(٢) هكذا رسمت الأشبه : (خبزا) ، والصواب ما أثيبتناه.