الفاعل ، فلو قدم لانعكس (١) ، فأما لو قدمت الفاعل مع إلا ، فقلت : (ما ضرب إلا زيد عمرا) منعها البصريون (٢) [و ٢١] والمصنف وأجازها الكسائي (٣) والفراء وجماعة واحتجوا بقوله :
[٧١] ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم |
|
ولا جفا قط إلا جبأ بطلا (٤) |
وقوله :
[٧٢] ... |
|
وهل يعذب إلا الله بالنار (٥) |
على تقدير : (عاب) و (هجا) و (يعذب) ، وقدم الكلام بدون المفعول.
الثالث قوله : (أو معناها) وهي (إنما) نحو : (إنما ضرب عمرا زيد) فلو قدم الفاعل لانعكس أيضا ، وفي عبارته هذه ما في الأولى من الإبهام.
الرابع قوله : (أو اتصل مفعوله وهو غير متصل [به](٦) وجب
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٢٠.
(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٤٩٢ ، وشرح المصنف ٢٠.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٥ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٧٢٤ ـ ٧٢٥ ، والهمع ٢ / ٢٦١.
(٤) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ، ٢ / ١٢٩ ، وينظر تذكرة النحاة ٣٣٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٩٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٦١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٧.
والشاهد فيه قوله : (ما عاب إلا لئيم فعل) وكذلك (وما جفا قطّ إلا جبأ بطلا) حيث قدم المحصور بإلا في موضعين.
(٥) البيت من البسيط ، وصدره :
نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم
وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ١٣٠ ، وتذكرة النحاة ٣٣٥ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٩٢.
والشاهد فيه قوله : (وهل يعذب إلا الله بالنار) حيث قدم الفاعل المحصور بإلا وهو لفظ الجلالة (الله) على ما هو بمنزلة المفعول به وهو الجار والمجرور (بالنار) والتقدير : (وهل يعذب أحدا بالنار إلا الله) وهذا ما أشار له الشارح.
(٦) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.