تأخيره) يعني مفعول الفاعل ، والفاعل غير متصل ، فالاسم ظاهر ، أو منفصل ، بعد إلا نحو (ضربني زيد وما ضربني إلا أنت) لأنك لو قدمت الفاعل لانفصل الضمير المفعول وهو لا يسوغ ، واحترز بقوله : (وهو غير متصل) من أن يتصل الفاعل نحو (ضربني) فإنه يجب تقديمه على المفعول.
قوله : (وقد يحذف الفعل) أتى بـ (قد) تنبيها على أن الأصل عدم الحذف ، لأنه أحد جزئيّ الجملة ، والحذف قد يكون بالنسبة إلى الفعل ، وإلى الفاعل ، وإليهما معا.
قوله : (لقيام قرينة) يعني أنه لا يحذف شيء من الأشياء إلا لقرينة ، جائزا كان أو واجبا (١).
قوله : (جوازا) نصب على المصدر ، من (يحذف) ، أي يحذف حذفا جوازا ، وكذلك (وجوبا) ، ومراده : إن حذفنا الفعل جوازا ووجوبا ، فالجواز حيث لا يمنع من اللفظ مانع ، وهو قرينة حالية ، كقولك لقوم محدقين إلى الهلال : (الهلال والله) ، أي ظهر أو بدا ، ويحتمل أن يكون (الهلال) خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف ، ومقالية في جواب نفي ، أو استفهام ، أو كلام يشعر به ، فالنفي قولك : بلى زيد ، لمن قال : (ما قام أحد) ، والاستفهام ، (زيد) لمن قال : (هل قام أحد)؟ واعترض نجم الدين (٢).
قوله : (زيد لمن قال : من قام)؟ بأن الظاهر أنه مبتدأ لوجهين ، أحدهما : أن الأولى في الجواب مطابقة السؤال ، وهو من قام؟
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٦ ، والعبارة منقولة عنه دون أن يعزوها الشارح إليه.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٦.