بفعل متاخر وذلك نحو (إن) ، و (لو) و (إذا) و (هل) على كلام البصريين (١). [ظ ٢١]
قوله : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ)(٢) تقديره : إن استجارك أحد ؛ لأن حرف الشرط لا يدخل إلا على فعل ظاهر أو مقدر ، ولكن حذف لدلالة الثاني عليه ، لأنهم لا يجمعون بين المفسّر والمفسّر.
وقوله : (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ)(٣) وقولهم : (لو ذات سوار لطمتني) (٤) و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٥) و (هل زيد قام)؟ وقال الجرمي ارتفع ما بعد هذه على الابتداء وما بعدها الخبر (٦) وروي عن سيبويه تجويز الابتداء والفاعل (٧).
قوله : (ويحذفان معا) يعني الفعل والفاعل ، أما حذف الفاعل وحده ، فمنعه البصريون (٨) والفراء (٩) مطلقا ، ما خلا فاعل المصدر ، والمفرغ ،
__________________
(١) ينظر الإنصاف ٢ / ٦١٦ المسألة رقم ٨٥ وهي عامل الرفع في الاسم المرفوع بعد إن الشرطية ، وابن يعيش ١ / ٨٢.
(٢) التوبة ٩ / ٦ وتمامها : (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ.)
(٣) الإسراء ١٧ / ١٠٠ وهي (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا) وفيها حذف الفعل بعد لو وأنتم فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور.
(٤) ينظر في شرح هذا المثل شرح الرضي ١ / ٧٧ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١ / ٨٢ ، واللسان مادة (لطم) والكامل ٣ / ٤٤٠ ، والمغني ٢٩٦ ، ومجمع الأمثال ٢ / ١٧٤.
(٥) الانشقاق ٨٤ / ١.
(٦) ينظر شرح الرضي ١ / ٧٧.
(٧) ينظر الكتاب ٢ / ١٢١ وما بعدها.
(٨) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني تكملة بدر الدين ٢ / ٩١٦ ، وشرح عمدة الحافظ ١٠٩ ـ ٣٢٩.
(٩) ينظر معاني القرآن للفراء ١ / ٤٢٢ وما بعدها.