على الواحد والجمع كـ (عدو) و (صديق) ، قال صاحب البرود : هذا منه وهم ، لأنه يلزمه أشنع مما فرّ عنه ، وهو عمل عاملين في معمول واحد.
هذا الكلام إذا تنازع أحد المفعولين ، فإن تنازعهما جميعا حذفتهما بلا خلاف. وأما المتعدي إلى ثلاثة ، فإن تنازعا فاعلا أضمرته على الخلاف ، تقول : (أعلمني عمرا قائما) و (أنبأني زيد عمرا قائما) و (أعلماني عمرا قائما) و (أنبأني الزيدان عمرا قائما) (أعلموني عمرا قائما) (أنبأني الزيدون عمرا قائما) (أعلمتني عمرا قائما) و (أنبأتني هند عمرا قائما) (أعلمتاني عمرا قائما) و (أنبأتاني الهندان عمرا قائما) (أعلمتني عمرا قائما) و (أنبأتني الهندات عمرا قائما) وكذلك إذا استدعي الأول فاعلا ، والثاني مفعولا ، نحو (أعلمني عمرا قائما) و (أنبأت زيدا عمرا قائما) وإن تنازعا مفعولا ، فإن تنازع المفاعيل الثلاثة كلها ، أو المفعول الأول وحده ، أو الثانيين جميعا حذفت بلا خلاف ، وإن تنازعا أحد المفعولين الأخيرين فالخلاف فيه ، كالخلاف في أحد مفعولي (علمت).
قوله : (وإن أعملت الأول ، وأضمرت الفاعل في الثاني والمفعول على المختار) يعني إذا أضمرت الأول على ما اختاره الكوفيون (١) ، فإن اقتضى الثاني فاعلا أضمرته اتفاقا ، لأنه يعود إلى متقدم رتبة ، ما لم يمنع مانع ، كالعائد المتصل بالمعمول على ما تقدم ، وإن اقتضى مفعولا ، فالأجود الإضمار ، لأنه يعود إلى متقدم رتبة ، ويجوز حذفه ، لأنه مفعول فضلة ، فتقول في اللازم : (قام وقعد زيد) (قام وقعدا الزيدان) (قام وقعدوا الزيدون) (قامت وقعدت هند) (قامت وقعدتا الهندان) (قامت وقعدن
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٨٠.