شئت مقام الفاعل (١) نحو (سير بزيد يوم الجمعة أمام الأمير سيرا شديدا) فأيّ واحد أقمته مقام الفاعل رفعته ونصبت ما سواه من غير ترتيب ، إلا أن يقدم ما أقمته إلى جانب الفعل ، وقبل الأولى الترتيب على ما رتب في التمثيل ، وقدم ابن عصفور (٢) المصدر لقوة دلالته على الفعل ، وبعضهم المجرور (٣) ، لأنه مفعول به ، لكن بواسطة ، وبعضهم الظروف لملازمة الفعل لها ، وقيل ما اهتم المتكلم (٤) بشأنه فالأولى تقديمه.
قوله : (والأول من باب أعطيت أولى من الثاني) يعني من ما ليس من أفعال المبتدأ والخبر ، وإنما كان الأول أولى ، لأنه فاعل في المعنى من حيث إنه آخذ ، والثاني مفعول من حيث أنه مأخوذ (٥) ، واشترط بعضهم أنه إذا التبس بغير الأول نحو (أعطيت الجارية العبد) ، (وموسى عيسى) (وزيدا عمرا) وما شاكل ذلك وأما على مذهب الفراء وابن كيسان (٦) ، فلا يصح إقامة الثاني ، لأنه عندهما منتصب بفعل مقدر ، أي وقيل : درهما.
مسألة : مركبة من الفعل المبني للمفعول ، ومن اسم المفعول الجاري عليه أربعه أوجه : الأول (أعطي المعطي ألفا مئة) بنصب ألفا ومئة ، فالمعطي فاعل لأعطى ، ومئة مفعوله الثاني ، وفاعل المعطي مضمر فيه ،
__________________
(١) قال الرضي ١ / ٨٥ (والأكثرون على أنه إذا فقد المفعول به تساوت البواقي في النيابة ، ولم يفضل بعضها بعضا).
(٢) ينظر رأي ابن عصفور في الهمع ٢ / ٢٦٩.
(٣) ينظر الهمع ٢ / ٢٦٩ ، قال وعليه ابن معط.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٨٥ والعبارة منقولة عن الرضي بتصرف.
(٥) ينظر شرح الرضي ١ / ٨٥.
(٦) ينظر الهمع ٢ / ٢٧٠.