يعرف خبره ، قال الصنف : (١) وإنما جاز في الفاعل أن يكون نكرة مع أنه محكوم عليه لأنه لوجوب تقدم فعله صار كالمتخصص ، قال نجم الدين : (٢) ذلك وهم لأنه إذا لم يتخصص إلا بالحكم ، كان بغير الحكم غير متخصص ، فتكون قد حكمت على الشيء قبل معرفته ، وقد قال : إن الحكم على الشيء لا يكون إلا بعد معرفته ، وما أحسن قول ابن الدهان : (٣) إذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت وأما الخبر فمن شرطه أن يكون مجهولا ، لأنه محطّ الفائدة ، فلا يقال (السماء فوقنا ، والأرض تحتنا) ، إلا إذا قدر شخص لا يعلم ذلك وأما نحو : (الله ربنا ، ومحمد [٢٨] نبينا) فالمراد إما التعظيم والإقرار لا الإخبار ، وإن كانت صورته صورة الإخبار ، وإما الرد على منكري الوحدانية والنبوة ، وإخبار أن المتكلم ليس مثلهم.
قوله : (إذا تخصصت بوجه ما) وذلك لأن التخصص قريب من التعريف ، قوله : (بوجه ما) إشارة إلى أنما ذكره من الوجوه ليس بحاصر ، لأنه لم يذكر إلا ستة (٤) وبعضهم بلغها نيفا وثلاثين ، ثم قال ولم أحصر ،
__________________
(١) ينظر أمالي ابن الحاجب ٢ / ٥٧٥ ـ ٥٧٦.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٨٨.
(٣) ينظر رأي ابن الدهان في الرضي ١ / ٨٨.
وهو المبارك بن المبارك بن سعيد بن أبي السعادات أبو بكر بن الدهان النحوي ، ولد سنة ٥٠٢ ه وقيل ٥٠٤ ه ، ومات سنة ٦١٢ ه.
كان إماما في النحو واللغة والتصريف والعروض والمعاني والأشعار والتفسير والإعراب وتعليم القراءات عارفا بالفقه والطب والنجوم ، ينظر البغية ٢ / ٢٧٣.
(٤) عد منها ابن عقيل أربعا وعشرين وجها ، وأوصلها بعض المتأخرين إلى نيف وثلاثين موضعا ، ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٢١٦ ـ ٢٢٧ وشرح الرضي ١ / ٨٩.