وفعلى حذف مضاف ، أي (رؤية الهلال الليلة) ، و (اليوم شرب خمر وغدا حدوث أمر) ، (وحدوث نعم) وقيل : في (الهلال الليلة) إنه لما كان يتعين بغير إذ إنما بالزيادة والنقصان أجرى مجري المعاني وفي قوله : (كل عام نعم تحوونه) أن النعم لما كانت تجري من غير اختيار صاحبها ، نزلت نزلة القمر ، وإذا أخبرت بظروف الزمان عن المعاني فإن كانت مستغرقة للزمان أو أكثره ، نحو (الصوم يوم الجمعة) فالصوم يوم جاز الرفع والنصب ، والرفع أجود ، لا سيما مع النكرة ، والجر بـ (في) خلافا للكوفيين (١) ، لأنها عندهم للتبعيض ، وإن كانت غير مستغرقة ، ولا غالبة ، (الأكل اليوم) و (الأكل يوما) فالأجود النصب ، وأما قوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ)(٢) فمتأول على أنه أريد به الاستغراق على وجه مجازي ، وهو تعظيم أمر الحج ، ودعاء الناس إلى الاستعداد له حتى كأنه مستغرق للأشهر الثلاثة (٣) ، فإن أخبرت بظرف الزمان عن اسم زمان فالرفع لازم
__________________
يلقحه قوم وتنتجونه
ولقيس أو لصبي من بني سعد أو لغيرهما ، ينظر شرح أبيات سيبويه ١ / ١١٩ ، والإنصاف ١ / ٦٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣٤ ، وشرح الرضي ١ / ٩٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٠٨.
الشاهد فيه قوله : (أكل عام نعم) حيث قدر الشارح حذف مضاف وتقديره أكل عام إحراز نعم ، أو نهب نعم وقدره الرضي أي حوايته ، وذلك لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن اسم الذات ولذلك قدر له مضاف محذوف. قال ابن مالك في التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ : (ولا يغني ظرف زمان غالبا عن خبر اسم عين ما لم يشبه اسم المعنى بالحدوث وقتا دون وقت أو تعمّ إضافة معنى إليه أو يعم ، واسم الزمان خاص أو مسؤول به عن خاص ويغني عن خبر اسم معنى مطلقا ، انته كلامه.
(١) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣٦ ، وشرح الرضي ١ / ٩٥.
(٢) البقرة ٢ / ١٩٧ ، وتمامها : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ ....)
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٩٥ والعبارة منقولة منه بتصرف قال الرضي : وإذا كان ظرف المكان