والأكثر ، منهم المصنف (١) ، يجعلها أخبارا متعددة في اللفظ ويجعل في كل واحد ضميرا ، ومنهم من يكتفي بضمير واحد وبعضهم جعل الثاني صفة للأول ، لأن المعنى : حلو فيه حموضة ، لأنهما لو كانا خبرين لزم أن المعنى حلو في حال ، حامض في حال ، قال : لأن الصفة قد توصف نحو (عالم فطن) و (طبيب ماهر) أي فطن في علمه ، وماهر في طبه ، وضعف هذا القول بأنه يلزم فيه اجتماع الضدين ، لو كان المعنى حلاوة حامضة ولا يلزم هذا على القول الأول ، لأنهما راجعان إلى الرمان ، بعض أجزائه حلو ، وبعضه حامض ، فكأنه قيل : في جزء منه حلاوة ، وفي جزء [و ٣٢] منه حموضة (٢) ، وليس قولك : (هذا الفرس أسود أبيض) منه بل هومن المبتدأ المتعدد ، نحو (الزيدان عالم وجاهل) كأنك أردت بعضه أبيض وبعضه
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٢٥ ، وأماليه ٢ / ٥٧٩ ، والرضي ١ / ١٠٠.
(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٢٥٧ وما بعدها ، وشرح المفصل ١ / ٩٩ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٤٣ قال ابن مالك في شرح التسهيل في الصفحة ٤٤٢ وما بعدها : تعدد الخبر على ثلاثة أضرب :
أحدهما : أن يتعدد لفظا ومعنى لا لتعدد المخبر عنه مثل الآيتين في سورة البروج.
وكقولك الراجز :
من كان ذابت ...
ثانيها : أن يتعدد لفظا ومعنى لتعدد الخبر عنه حقيقة مثل قول الشاعر :
يداك يد خيرها يرتجى |
|
وأخرى لأعدائها غائظه |
أو لتعدد المخبر عنه حكما كقوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)
ثالثها : أن يتعدد لفظا دون معنى بقيامه مقام خبر واحد في اللفظ والمعنى كقولك : هذا حلو حامض بمعنى مز. وكقولك هو أعسر أيسر بمعنى أضبط ، أي عامل بكلتا يديه. انته بتصرف.