المستتر ، في (كان) وهو عائد إلى معمول المصدر ، وهو (زيد) معنى لا لفظا لكنه حذف الخبر وهو حاصل ، لأنه متعلقات الظروف العامة ، يجب حذفها ، نحو : (زيد عندك) وحذف الظرف ، وهو ـ إذا كان ـ لدلالة الحال عليه ، فقد حصل الشرطان ، وهو التزام غير الخبر ، وهو (قائما) مكان الخبر وهو (حاصل) والقرينة وهو (قائما) لأنه يدل على الظرف ، والظرف يدل على متعلقه ، وهو الخبر ، والدال على الدال على الشيئ كالدال على ذلك الشيء وضعف كلام الأخفش (١) والعضد ، بأنه وإن كان أخصر ، لم يسمع حذف المصدر ، إذا كان خبرا ، وكلام الكوفيين (٢) وإن كان أخصر لوجهين ؛ أحدهما : أنه يلزم موضع الخبر غيره ، وإذا لم يلزم ، لم يجب الحذف.
الثاني : أنه متفق على أن المفهوم من (ضربي زيدا قائما) الحصر على كل ضرب مني حاصل على زيد ، فإنه مشروط بحال القيام منه كأنك قلت (ما أضرب زيدا إلا قائما) وهذا المعنى المتفق عليه لا يستفاد إلا من تقدير البصرية والأخفش (٣) وبيانه مبني على مقدمة ، وهو أن اسم الجنس الذي يقع على القليل والكثير بلفظ واحد إذا استعمل ، ولم تقم قرينة تخصصه ببعض ما يقع عليه ، فهو لاستغراق الجنس ، نحو : (الماء بارد) و (التراب يابس) و (الإنسان حيوان) أي كل ما فيه هذه الماهية حال هكذا ، وإن قامت قرينة الخصوص ، فهو للخصوص نحو (اشتر اللحم واشرب الماء) لأن شراء الجميع ممتنعان ، فإذا تقرر هذا ، فاسم الجنس الذي هو مصدر غير مقيد عند البصرية ، بحال تخصصه ، بل الحال عندهم قيد في الخبر فيبقى الجنس
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ١٠٦.
(٢) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ١ / ١٠٦.
(٣) ينظر رأي البصرية والأخفش شرح الرضي ١ / ١٠٥ وهمع الهوامع ٢ / ٤٦ ـ ٤٧.