وأما الجائز ففي ما عدا الواجب والممتنع [و ٣٨].
قوله : (وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا ووجوبا) والجواز قرينة حالية نحو : (مكة وربّ الكعبة) لمن عليه أهبة السفر ولرائي الرؤيا (خيرا وما شرا) (١) وخيرا لنا ، وشرا لعدونا ، ولمن يسدد سهما (القرطاس والله) (٢) أي قصد مكة ، ورأيت خيرا ، وما رأيت شرا ، وأصبت القرطاس والله. ومقالية في جواب الاستفهام نحو (زيدا ، لمن قال : من أضرب) وكذلك ، نعم زيدا لمن قال : (أضربت أحدا) والنفي نحو (بلى زيدا) ، لمن قال : (ما ضربت).
(والوجوب في أربعة أبواب. قوله : (فالأول سماعي) وذلك فيما كان محذوف الفعل من مثل ، أو جار مجراه في كثرة الاستعمال ، فالمثل قولهم (كلّ شيء ولا شتيمة حر) (٣) أي ارتكب. (وكليهما وتمرا) (٤) أي أعطيك
__________________
(١) قال في الكتاب ١ / ٢٨٣ : وإنما نصبت خبرا لك وأوسع لك ، لأنك حين قلت انته ، فأنت تريد أن تخرجه من أمر وتدخله في آخر.
وقال الخليل في الصفحة نفسها : كأنك تحمله على ذلك المعنى كأنك قلت : انته وادخل فيما هو خير لك ، فنصبته لأنك قد عرفت أنك إذا قلت له : انته. أنك تحمله على أمر آخر فلذلك انتصب ، وحذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه في الكلام ، ولعلم المخاطب أنه محمول على أمر حين قال له : انته ، فصار بدلا من قوله :
ائت خيرا لك وادخل فيما هو خير لك.
(٢) ينظر الكتاب ١ / ٢٩٥.
(٣) كل شيء ولا شتيمة حر أي اصنع كل شيء ولا ترتكب شتيمة حر. ينظر شرح الرضي ١ / ١٣٠ و ١٣١ ، واللسان مادة (شتم) ٤ / ٢١٩٤ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٢ / ٢٧.
(٤) كلاهما وتمرا ويروى كليهما ، فمن رواه بالرفع على أنه مبتدأ مؤخر وخبره محذوف ، تقديره لك كلاهما وأضمر أزيدك تمرا. فتمرا مفعول به لفعل محذوف ، ينظر مجمع الأمثال ٢ / ١٥١ ـ ١٥٢.