(يا زيداه) وبني على الضم ، كـ (قبل) و (بعد) ، قال المصنف وكثير من المتأخرين : لوقوعه موقع الكاف الاسمية. وهي (أدعوك) المشابهة لكاف الخطاب الحرفية لفظا أو معنى (١) ، أما اللفظ ، فلأنه مفرد غير مضاف ، ولا مشبه به كالضمير المخاطب ، وأما المعنى : فالأقبال والإدبار ، التعريف والخطاب لأن المنادى مخاطب ، وأما بناؤه على حركة فقيل : لئلا يجمع بين ساكنين في بعض المواضع ، نحو (يا زيد) وحمل باقي الباب عليه ، وقيل لأن بناءه عارض ، والأصل فيه التمكين في الإعراب ، وإنما خص بالضم لأنه لو بني على الكسر لالتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم ، ولو بني على الفتح لا لتبس بنكرة المعرب فيه ، فخصّوه بالضم خوف اللبس ، وأما إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه ، فالخليل يبقيه على الضم (٢) ، وأبو عمرو ينصبه (٣) ، لأنه لما دخل التنوين عاد الإعراب ، وأصله النصب لأن (يا زيد) بمنزلة (أدعو زيدا) وقد روي الوجهان في :
[١٤٢] سلام الله يا مطر عليها |
|
وليس عليك يا مطر السّلام (٤) |
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ١٣٣.
(٢) ينظر رأي الخليل في الكتاب ١ / ٣١٣. ولم ينسبه سيبويه إليه ، والهمع ٣ / ٤١ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٧٩٦ ، والأصول لابن السراج ١ / ٣٣٦.
(٣) ينظر رأي أبي عمرو في الهمع ٣ / ٤٢.
(٤) البيت من الوافر ، وهو للأحوص في ديوانه ١٨٩ ، والكتاب ٢ / ٢٠٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٥ ، ٦٠٥ ، والأصول ١ / ٣٤٤ ، والإنصاف ١ / ٣١١ وشرح التسهيل السفر الثاني ٢ / ٧٩٦ ، وشرح الرضي ١ / ١٣٣ والجني ١٤٧ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٦٦ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٢٦٢ ، والخزانة ٢ / ١٥٠ ـ ١٥٢.
والشاهد فيه قوله : (يا مطر) حيث نون مطر الأول وهو مفرد علم للضرورة وأبقى الضم في الثاني للضرورة الشعرية.