قوله : (وقد يجعل اسما برأسه) هذه اللغة القليلة ، فإنهم يجعلون المحذوف نسيا منسيا ، والمرخم اسما مستقلا برأسه فيضمونه ويعلّونه ويعاملونه بكل ما يعامل به الاسم المستقل ، فيقولون : (يا حار) بالضم و (يا ثمي) (١) بالياء ، لأن الواو وإذا تطرفت وقبلها ضمة قلبت ياء والضمة كسرة ، و (يا كرا) بالألف ، لأنه إذا تحرك حرف العلة وفتح ما قبله قلبت ألفا ، وقد استثنى أهل اللغة القوية أشياء غيروها :
أحدها : ما أزال الترخيم إعلاله كـ (قاضيين) و (مصطفين) علما فإنك إذا رخمتهما رجعت الياء والألف فتقول يا (قاضي) و (يا مصطفى) لأن حذفهما إنما كان لعارض لفظي وهو وجود الواو والياء ، فلما حذفتا في الترخيم زال الموجب لحذفهما فرجعتا لأنهما قوينا التقدير.
الثاني : ما أزال جواز سكونه فيجوز (محمّارّ) ، ومراده فإنك إذا رخمته بقي (محمار) ، براء ساكنة وأدى إلى جمع بين ساكنين من غير شرط ، فغيروه ، فسر بغيره بالفتح لأنه أقرب إلى الألف ، والأكثر يكسرونه على أصل التقاء الساكنين (٢) ، وابن الحاجب وجماعة منعوا من هذا التغيير ، لأن الاسم الساقط بالترخيم كالمذكور ، وهو الصحيح (٣) والله أعلم.
الثالث : حيث يرخم الاسم ويبقى آخره تاء تأنيث فإنهم يقفون عليها
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ١٥٥.
(٢) العبارة من قوله : (هذه اللغة ... إلى قوله الساكنين منقولة بتصرف عن شرح المصنف ٣٣ ، وينظر شرح الرضي ١ / ١٥٤.
(٣) ينظر شرح المصنف ٣٣.