إياه) ، وظاهرا مضافا إلى مضمر نحو : (نفسك نفسك) ، والمحذر المعطوف عليه لا يكون في الأغلب إلا ضميرا منفصلا مخاطبا ، نحو : (إياك والأسد) ، وظاهرا مضافا إلى مخاطب ، نحو : (رأسك والحائط) ، وقد يأتي قليلا للمتكلم نحو : (إياي والشر) ، وأقل منه الغائب نحو قولهم : (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإياه الشوابّ) (١) والأكثر أن يكون ما بعد الواو موافقا للضمير في الخطاب والتكلم وقد يختلفان ، نحو قول عمر : (إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب) (٢).
قوله : (مثل إياك والأسد) هذا مثال الواو. و (أن يحذف) لأن والفعل.
(والطريق الطريق) للمكرر.
قوله : (وتقول : إياك من الأسد ، ومن أن تحذف) يعني ذلك أن يأتي بـ (من) بدل الواو. (وإياك أن تحذف) بتقدير من.
قوله : (ولا تقول : إياك الأسد لامتناع تقدير من) يعني لا يجوز هذا المثال ، لأنه إن كان المقدر حرف العطف ، فحروف العطف لا تحذف (٣) ،
__________________
(١) هذا القول مشهور عند كثير من النحاة فقد رواه سيبويه عن الخليل في الكتاب ١ / ٢٧٩ قال :
وحدثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول : (إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشوابّ).
والشواب مفردها شابه ، وينظر اللسان مادة (أيا) ١ / ١٦٨ ، وشرح الرضي ١ / ١٨١ وغيرها من الكتب.
(٢) هذا القول ينسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عند ما أراد أن ينهى عن ضرب الأرنب بالعصى لأن ذلك يقتلها فلا تحل ، فقال : لنيك لكم الأسل والرماح والسهام وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب) ينظر شرح الرضي ١ / ١٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ٢٦ ، والتصريح على التوضيح ٢ / ١٩٤.
(٣) ينظر شرح المصنف ٣٧. قال : لأن حروف العطف لا تحذف ، فإن استقر ذلك ظهر الفرق بين إياك من أن تحذف وإياك من الأسد ، وإن حمل إياك الأسد في الجواز على إياك أن تحذف ـ فخطأ ، لأن حرف الجر لا يحذف عن باب الأسد ويحذف عن باب أن ، وحذف حرف العطف ممتنع مطلقا) ...