للعلمية والتأنيث ومتصرفة لأنك تقول : (أعجبتني غداة يومك).
قوله : (وشرط نصبه تقدير (في)) (١) لأنها إذا لم تقدر وتعدى الفعل بنفسه كان مفعولا به صريحا ، وإن ظهرت كان مجرورا ، وإلا لزم أن يكون مجرورا أو منصوبا في حالة واحدة ، وهو محال. والعامل في الظرف الفعل أو معناه بواسطة الحرف وهو (في) سواء صح ظهورها نحو (صليت مكانك) ، أم لم يصح نحو : (صليت عندك) أو (معك) لأن كثيرا من المقدرات العاملة ، لا تظهر ، كباب النداء ، وما أضمر عامله. هذا مذهب البصريين (٢) ، وذهب الكوفيون إلى أن ما كان العمل في جميعه نحو (صمت يوما) فهو مفعول به أو مشبها بالمفعول به ، والأحسن الرفع ، تقول : (الصوم اليوم) وإذا لم يعم فالنصب أولى تقول : (الصلاة اليوم) ، وإذا أخبرت عن أيام الأسبوع فالرفع واجب إلا في السبت والجمعة في معنى القطع ، والجمعة في معنى الاجتماع. فتقول : الأحد اليوم ، والسبت اليوم ، والجمعة اليوم بالنصب ، وكذلك حفرت وسط الدار بئرا ، إذا أردت حفر جميع الوسط ، كان مفعولا به وكانت السين مفتوحة ، وإن أردت نقطة البيكار كان ظرفا وكانت السين ساكنة (٣).
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ١ / ١٨٣ ـ ١٨٤ : ويعني أن المفعول فيه ضربان ، ما يظهر فيه (في) وما ينتصب بتقديره ، وشرط نصبه تقديره ، وأما إذا ظهر فلا بد من جره ، وهذا خلاف اصطلاح القوم ، فإنهم لا يطلقون المفعول فيه إلا على المنصوب بتقدير في فالأولى أن يقال : هو المقدر بفي من زمان أو مكان فعل فيه فعل مذكور ...).
وينظر شرح المصنف ٣٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٤٥ ، قال المصنف : (لأنها إذا وجدت وجب الخفض بها فإذا حذفت تعدى الفعل فنصب) ٣٨.
(٢) ينظر رأي البصريين والكوفيين في الإنصاف ١ / ٢٤٥ وما بعدها.
(٣) قال المبرد : وتقول : وسط رأسك دهن يا فتى لأنك أخبرت أنه استقر في ذلك الموضع ـ فأسكنت السين ونصبت لأنه ظرف) ينظر المقتضب ٤ / ٣٤١ ، والأصول في النحو ١ / ٢٠١.