العطف فإنه يحتمل مجيئه معه وقبله وبعده ، وخرج ما أفاد المصاحبة بغير الواو ، إما بكلمة أخرى أو قرينة نحو : (جاءني زيد وعمرو معا) فإن المصاحبة ها هنا حصلت من قوله معا ، لا من الواو ، ويعني بالمفعول المصاحب الفاعل والمفعول مطلقا ، وبعضهم شرط أن يكون المعمول الذي يصاحبه المفعول معه فاعلا ، نحو : (سرت وزيدا) لاتفاقهم في نحو : (ضربت زيدا وعمرا) إنه ليس مفعولا معه وهو منقوض بنحو (حسبك وزيدا درهم) قالت :
[٢١٧] ... |
|
فحسبك والضحاك سيف مهند (١) |
فإن الكاف مفعول لـ (حسبك) بمعنى يكفيك وأما (ضربت زيدا وعمرا) فإن أصل الواو للعطف ، وإنما يعدل إلى النصب على المعنى للنصب على المصاحبة ، وفي (ضربت زيدا وعمرا) لا يمكن ذلك غالبا.
قوله : (لفظا أو معنى) تقسيم للعامل بعد تمام الحد فاللفظ مثل (جئت وزيدا) [ظ ٥١] والمعنى مثل قولك (مالك وزيدا) و (ما شأنك وعمرا) (٢) و (ما أنت وقصعة من ثريد) (٣) والضمير في قوله : (معه وله وفيه وبه) يعود إلى الألف واللام ، لأنها بمعنى الذي ، واختلف في عامله. فقال
__________________
(١) عجز بيت من الطويل وهو لجرير في ذيل الأمالي ١٤٠ ، وصدره :
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
وهو بلا نسبة في سمط اللالي ٨٩٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ٣٧٤ ، وينظر شرح المفصل ٢ / ٥١ ، والمغني ٧٣١ ، وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢ / ٩٠٠ ، واللسان مادة (حسب) ٢ / ٨٦٥.
والشاهد فيه قوله : (والضحاك) حيث يجوز فيه النصب على أنه مفعول معه ، والجر على أنه معطوف ، والرفع على أنه محذوف الخبر والتقدير : والضحاك موجود ...
(٢) ينظر شرح المصنف ٣٩ ، وشرح الرضي ١ / ١٩٥.
(٣) ينظر شرح المفصل ٢ / ١٥.