يلتبس بالصفة في النصب لصاحب الحال نحو (ضربت زيدا الراكب) (١) ولأنها في معنى صفة للفعل ، وهو نكرة ، لأنها حكم ، والأحكام نكرات ، ولأنها جواب لكيف ، وجوابه لا يكون إلا نكرة (٢) ، وأجازها الكوفيون (٣) معرفة واحتجوا بنحو (لذوا الرمة : ذا الرمة أشهر منه غيلانا) ومما سيأتي من المتأول عند الجمهور.
قوله : (وصاحبها معرفة) يعني صاحب الحال ، وإنما اشترط أن يكون معرفة لأن الحاجة إلى أحوال المعارف أهم من النكرات ، ولأنه محكوم عليه ، ولأن لا يلتبس بالصفة في حالة النصب عن من لم يوجب تقدير الحال.
قوله : (غالبا) راجع إلى قوله : (وصاحبها) لا إلى تنكير الحال فإنه واجب بكل حال لا غالب عند الجمهور ، وقد يأتي الصاحب نكرة فيجب تقديم الحال عليه ، وقد قيل : إنه راجع إلى الحال ، واحترز بقوله (غالبا) عن نحو (أرسلها العراك) قوله :
[٢٢٨] أرسلها العراك ولم يذدها |
|
ولم يشفق على نغص الدّخال (٤) |
__________________
(١) ينظر شرح المصنف والعبارة منقولة منه دون أن يعزوها الشارح ٤٠.
(٢) ينظر شرح المفصل ٢ / ٦٢ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠١.
(٣) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٦٣١.
(٤) البيت من الوافر ، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ٨٦ ، والكتاب ١ / ٣٧٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠ ، والمقتضب ٣ / ٣٧ والأصول ١ / ١٦٤ ، والإنصاف ٢ / ٨٢٢ ، وشرح المفصل ٢ / ٦٢ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٩ ، وشرح المصنف ٤٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٢ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦٤٢ ، والخزانة ٣ / ١٩٢.
والنغص : هو عدم تتميم الشرب ، الدخال : أن يدخل بعيرا بين اثنين ليعاود شربه بعد أن شرب ، والعراك : الازدحام. ـ والشاهد فيه قوله : (العراك) حيث وقع حالا مع كونه معرفة ، وإنما ساغ لأنه مؤول بنكرة أي أرسلها معتركة.