يصف الحمار والأتن والدخال في الورد ، أن يشرب البعير ثم يرد من العطش إلى الحوض ، ويدخل بين بعيرين عطشانين ليشرب ما عساه لم يكن شرب ، ويقال (شرب دخال) ويقال نغص البعير إذا لم يتم شربه بمعنى نقص الدخال عدم تمام الشرب أي أوردها مرة واحدة ولم يخف على أن لا يتم شرب بعضها للماء بالمزاحمة (١).
قوله : (ونحوه متأول) يعني ما ورد من الحال معرفة (كأرسلها العراك) ، (وادخلوا الأول فالأول) ، (ومررت بهم الجماء الغفير) و (مررت به وحده) و (جاؤوا قضهم بقضيضهم) ونحو ذلك ، فإنه متأول بالنكرة ، وأما (أرسلها العراك) فاختلف في تأويله ، فمنهم من أخرجه عن الحاليه ، فقيل : إنه صفة لمصدر محذوف تقديره : الإرسال العراك ، وقيل : مفعول ثاني لأرسلها ، ويروى : فأوردها العراك ولم يذدها ، لأنه في معنى أرسلها ، ومنهم من لم يخرجها عن الحالية ، فقال الفارسي : إن العراك (٢) مصدر وعامله الحال وتقديره تعترك العراك ، وقال سيبويه : (٣) إنه معرفة واقع موقع النكرة والعراك واقع موقع معتركة ، وكذلك الأول فالأول ، والجماء الغفير (٤) ،
__________________
(١) هذه العبارة منقولة عن الرضي دون أن يسندها الشارح له (ينظر ١ / ٢٠٢.
(٢) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ١ / ٦٧٦ ، وشرح المصنف ٤٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٢.
(٣) ينظر رأي سيبويه في الكتاب ١ / ٣٧٢ ، وقال سيبويه في الصفحة نفسها بعد بيت لبيد : (كأنه قال اعتراكا) ، وشرح الرضي ١ / ٢٠١.
(٤) قال ابن يعيش في شرحه ٢ / ٦٣ : وأما قولهم : مررت بهم الجماء الغفير فهما من الأسماء التي تجيء بها مجيء المصادر فالجماء اسم والغفير نعت له وهو في المعنى بمنزلة قولك الجم الكثير ... كأنك قلت : مررت بهم جامين غافرين ...).