المعنوي لأنه في حكم جواب سؤال مقدر ، وهو أن يقال : أنتم شبهتهم الحال بالظرف في كونه فضلة مقدرا بـ (في) وقد جاز في الظرف تقديمه على عامله المعنوي فأجيزوه فيما شبه به وهو الحال ، وجوابه أن الظروف اتسع فيها لكثرتها ، وأيضا فالمشبه دون المشبه به ، وقد أجاز بعض الكوفيين والأخفش (١) تقديم الحال على عامله المعنوي إذا كان حرفا [ظ ٥٣] أو ظرفا بشرط تقدم المبتدأ نحو (زيد قائما في الدار) لأن تقدمه على جزء واحد كلا تقديم ، لأنه بعد المبتدأ ، والمبتدأ يطلب خبره فكأنه قرينة التقديم واحتج بقوله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)(٢) و (ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا)(٣) في قراءة من نصب مطويات ، وخالصة فصار كقولك (زيد في الدار قائما) ست صور اثنتان ممتنعتان بلا خلاف وهما (قائما زيد في الدار) و (قائما في الدار زيد) وثلاث جائزات بلا خلاف وهي : (زيد في الدار قائما) و (في الدار زيد قائما) و (في الدار قائما زيد) لأن عامل الحال الظرف وصاحبها مستتر فيه وهما متقدمتان على الحال ، وواحدة مختلف فيها وهي (زيد قائما في الدار) وفصل ابن
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٠٦.
(٢) الزمر ٣٩ / ٦٧ وتمامها : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ.)
قرأ الجمهور مطويات بالرفع على أنها خبر المبتدأ والجملة حال وبيمينه متعلق بمطويات.
وقرأ عيسى والجحدري بنصب مطويات ، فتكون حالا أو منصوب بفعل مقدر. ينظر فتح القدير للشوكاني ٤ / ٤٧٥ ، والبحر المحيط ٧ / ٤٢٢.
(٣) الأنعام ٦ / ١٣٩ وتمامها : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) قرأ قتادة خالصة بالنصب على الحال من الضمير في متعلق الظرف الذي هو صلة لما ، وخبر المبتدأ محذوف كقولك : الذي في الدار قائما زيد ، هذا قول البصريين ينظر إعراب القرآن للنحاس ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، والبحر المحيط ٤ / ٢٣٤ ، وفتح القدير ٢ / ١٦٧.