قوله : (عن ذات) خرجت الحال فإنها عن هيئة الفاعل ، ورجع القهقري فإنه يقع عن هيئة الفعل (١).
قوله : (مذكورة أو مقدرة) تقسيم بعد تمام الحد للتمييز وقد اعترض حده ، فإن (ما) جنس للحد ، وبأنها تستعمل على الاسم والفعل والحرف ، وبالصفة نحو (رأيت رجلا أحمر) و (رأيت هذا الرجل) فإنه رفع إبهاما مستقرا عن ذات لا عن صفة ، قال ركن الدين : (٢) لا يرد عليه (رأيت هذا الرجل) لأنه معرفة ، والتمييز نكرة ، وللمعترض أن يقول : عبارته أدت إلى هذا ، وزاد نجم الدين : (٣) عطف البيان نحو (جاءني العالم زيد) والبدل من الضمير الغائب نحو (مررت به زيد) وقد اختلف في عامل التمييز (٤) ، فأما تمييز الجملة ، فمذهب سيبويه (٥) والمبرد (٦) والزجاج (٧) إنه الفعل ، أو ما اشتق منه ، قال بعضهم : إن العامل الجملة كلها على التشبيه بالمفعول ، وأما تمييز المفرد ، فقال صاحب التخمير : (٨) بنزع الجار في المفرد والجملة مطلقا ، وضعف بأن نزع الجار لا ينصب إلا حيث يكون الفعل متعديا بحرف جر ، فإذا حذف الحرف وصل الفعل بنفسه إلى المفعول ، وقال الأكثرون العامل فيه ما قبله ، تشبيها له باسم الفاعل (فعشرون درهما)
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٤٢ : (قال الرضي في ١ / ٢١٦ ليشمل النوعين : التمييز عن المفرد والتمييز عن نسبة).
(٢) ينظر الوافية في شرح الكافية ١٢٨.
(٣) ينظر شرح الرضي ١ / ٢١٦.
(٤) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٢٢ ، وشرح المفصل ٢ / ٧٤ ، وينظر الإنصاف ٢ / ٨٢٨ المسألة رقم ١٢٠.
(٥) ينظر الكتاب ٢ / ١١٧ وما بعدها.
(٦) ينظر المقتضب ٢ / ٣٢٠ ، ٤ / ٣٣١.
(٧) ينظر الهمع ٤ / ٦٩.
(٨) ينظر التخمير ١ / ٤٤٩.