قوله : (وإن زيدت إن مع ما) ذكر وجوها تبطل عمل (ما) الأول (إن) قال :
[٢٩١] فما إن طبنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا (١) |
وإنما بطل عملها مع زيادة (إن) لأنها عامل ضعيف ، فلما بعدت بطل عملها ، وهي زائدة نحو : (انتظرتك ما إن جلس القاضي) وقال الفراء : (٢) إنها نافية ، ونفي النفي إثبات ، ولهذا بطل عمل (ما) ، وقد أجاز بعض الكوفيين (٣) العمل مع (إن) واحتج بقوله :
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو لفروة بن مسيك أو للكميت ، ينظر الكتاب ٣ / ١٥٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٦ ، والمقتضب ١ / ٥١ ، ٢ / ٣٦٤ ، والخصائص ٣ / ١٠٨ ، وشرح المفصل ٥ / ١٢٠ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٥٠٧ ، وشرح الرضي ١ / ٢٦٦ ، ورصف المباني ١٩٢ ـ ٣٧٨ ، والجنى الداني ٣٢٧ ، ومغني اللبيب ٣٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٨١ ، واللسان مادة (طبب) ٤ / ٢٦٣١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١١١ ، والخزانة ٤ / ١١٢.
والشاهد فيه قوله : (ما إن طبّنا جبن) حيث زيدت إن بعد ما توكيدا فكفتها عن العمل وذلك كما ذكر الشارح.
(٢) ينظر شرح الرضي ١ / ٢٦٧.
(٣) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٥٠٧. قال ابن مالك : وإن هذه زائدة كافة لـ (ما) ، كما هي ما كافة لـ (إنّ وأخواتها) في نحو (إنما الله إله واحد) وزعم الكوفيون أن إن المقترنة بـ (ما) هي النافية جيء بها بعد ما توكيدا ، والذي زعموه مردود بوجهين :
أحدهما : أنها لو كانت نافية مؤكدة لم تغير العمل كما لم يتغير بتكرير ما إذا قيل ماما زيد قائما.
الثاني : أن العرب قد استعملت إن زائدة بعد ما التي بمعنى الذي وبعد ما المصدرية التوقيتية لشبهها في اللفظ بما النافية ، فلو لم تكن زائدة المقترنة بما النافية ، لم يكن لزيادتها بعد الموصولتين مسوغ.