وشرعك) و (كم رجل وأخيه وأكرمته) وإنما لم تتعرف لأن مغايرة المخاطب ومماثلته ليست صفة تختص دون أخرى ، لأن كل ذات ما خلا الباري موصوفة بهذه الصفة ، إلا إذا اشتهر المضاف إليه بمماثلة المضاف وبمغايرته في شيء من الأشياء ، كالعلم والشجاعة ، أو كان له ضد واحد نحو (عليك بالحركة غير السكون) (١) وقوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(٢) أفادت تعريفا.
قوله : (وشرطها تجريد المضاف من التعريف) يعني الإضافة المعنوية لأنه إذا كان معرفة لم يحتج إلى تعريف ولأنه إذا أضيف إلى معرفة لزم الجمع بين تعريفين وإن أضيف لم يفد.
قوله : (وما أجازه الكوفيون من الثلاثة الأثواب وشبهه من العدد ضعيف) يعني العدد المضاف إلى تمييزه من ثلاثة إلى عشرة ومئة وألف ، وإنما كان ضعيفا لأنه خالف القياس واستعمال الفصحاء ، لأنهم يقولون : (ثلاثة الأبواب) (٣) و (خمسة الأثواب) و (عشرة الأثواب) قال :
[٣٠٣] ... |
|
ثلاث الأثافي والديار البلاقع (٤) |
__________________
(١) ينظر الرضي ١ / ٢٧٥ هذه العبارة منقولة عن الرضي بتصرف.
(٢) الفاتحة ١ / ٧.
(٣) ينظر شرح المصنف ٥٢ والعبارة مأخوذة منه دون أن يعزوها إليه.
(٤) عجز بيت البيت من البحر الطويل وصدره :
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى
وهو لذي الرمة في ديوانه ١٧٤ ، وشرح المفصل ٢ / ١٢٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٧٧٠ ، وشرح المصنف ٥٢ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٣٥٨ ، وتذكرة النحاة ٣٤٤ ، ولسان العرب مادة (خمس) ٢ / ١٢٦٢ ، والخزانة ١ / ٢١٣.
والشاهد فيه قوله : (ثلاث الأثافي) ودخول أل على الجزء الثاني للعدد المضاف دون جزئه الأول وهذا هو استعمال الفصحاء كما أشار إلى ذلك الشارح.