وخصوا الميم لأنها مثل الفاء من حروف الشفة ، فصار (فما) فأهل اللغة القليلة أضافوه إلى ياء المتكلم بعد إعلاله ، وأهل الفصيحة أضافوه قبل الإعلال ، بعد حذف الهاء فحذف التنوين للإضافة ، واجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء ، وقلبت الحركة كسرة فصار (فيّ) (١).
قوله : (وإذا قطعت قلت : أخ وأب وحم وهن وفم) يعني قطعت عن الإضافة مطلقا (٢) أعربت بالحركات والتنوين مع حذف لاماتها فتقول (هذا أب وأخ وحم وهن وفم) و (رأيت أبا وأخا وحما وهنا وفما) و (مررت بأخ وأب وحم وهن وفم) وقد روي التشديد في (أخ وأب وفم).
قوله : (وفتح الفاء أفصح منهما) إشارة إلى أنه يجوز في فاء (فم) الوجوه الثلاثة (٣) ويجوز في (ميمه) التشديد والتخفيف ، والفتح أفصحها ، لأنه على الأصل ، والضم ليس إلا دليلا على الواو المحذوف ، وأما الكسر
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٥٦ ، وشرح الرضي ١ / ٢٩٧ ، والكتاب ٣ / ٣٦٥ وما بعدها ، وشرح المفصل ٣ / ٣٨.
(٢) أي سواء قطعت عن ياء المتكلم أو غيرها.
(٣) ينظر شرح المصنف فالعبارة منقولة بتصرف يسير من ٥٦.
قال ابن الحاجب : (وجعلوا الإعراب على عيناتها كما فعلوا في يد ودم ولذلك قلبوا الواو ميما في فم وتخفيف الميم أفصح من غيره تشبيها لها بأخواتها. ومنهم من يضم الفاء لأن الميم عوض عن الواو فضمت لذلك ، ومنهم من يكسرها لأنهم لما عوضوا عنها الميم صار كتعويض الياء ، ومنهم من يشددها فيقول فمّ كأنهم لما عوضوا جعلوها عوضا من العين واللام فشددوا لذلك) انته ينظر شرح المصنف ٥٦.