قوله : (الاسم) اختلف في اشتقاقه ، فعند البصريين أنه مشتق من السّمو (١) وهو العلو والارتفاع ، لأنه سمى به إلى العقل فأخرجه إلى الوجود قال الشاعر : [ظ ٣]
[٥] دنوت تواضعا وسموت مجدا (٢) |
|
... |
فالمحذوف لامه ، وعند الكوفيين أنه مشتق من السّمة وهي العلامة ، فالمحذوف فاؤه ، قال ثعلب : الاسم سمة توضع على المسمى ليعرف بها ، قال الشاعر :
[٦] عوى ثم نادى هل أحصتم قلاصنا |
|
وسمن على الأفخاذ بالأمس أربعا (٣) |
__________________
(١) ينظر الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري ١ / ٦ المسألة رقم ١ الاختلاف في أصل اشتقاق الاسم ، واللسان مادة سمو ووسم ، وشرح المفصل لابن يعيش ١ / ٢٢ وما بعدها ، وفي كتاب إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر بن الأنباري ، وهو كوفي يقول : إن الاسم مشتق من السمو وكذا نقل عن ثعلب ذلك ، كما في اللسان مادة سما ٣ / ٢١١٠ ، وبذلك تنتفي دعوى الخلاف في اشتقاق الاسم بين البصريين والكوفيين.
(٢) صدر بيت من الوافر ، ينظر اللسان مادة (سمو) ٣ / ٢١١٠. والشاهد فيه قوله : (سموت) حيث جاء سمو مشتق من السمو كما هو رأي البصريين.
(٣) البيت من الطويل وهو بلا نسبة كما في اللسان مادة (سما) وأنشده ثعلب مع ثلاثة أبيات أخر كما ذكر صاحب اللسان قال : وقد سموا واستموا إذا خرجوا للصيد ، وقال ثعلب استمانا : أصادنا واستمى : تصيد وأنشد ثعلب هذه الأبيات دون أن ينسبها :
عوى ثم نادى هل أحصتم |
|
وسمن على الأفخاذ بالأمس |
غلام أضلته النّبوح فلم يجد |
|
له بين خبت والهباءة أجمعا |
أناسا سوانا فاستمانا فلا ترى |
|
أخا دلج أهدى بليل وأسمعا |
وكأن معنى وسمن في البيت كما قال ثعلب. وهو الجورب من الصوف يلبسه الصائد ويخرج إلى الظباء نصف النهار ، فتخرج من أكنستها ويلدّها حتى تقف فيأخذها.