بحوث
١ ـ حكومة المستضعفين العالمية
قلنا : إنّ الآيات المتقدمة لا تتحدث عن فترة خاصة أو معينة ، ولا تختص ببني إسرائيل فحسب ، بل توضح قانونا كليا لجميع العصور والقرون ولجميع الأمم والأقوام ، إذ تقول : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).
فهي بشارة في صدد انتصار الحق على الباطل والإيمان على الكفر.
وهي بشارة لجميع الأحرار الذين يريدون العدالة وحكومة العدل وانطواء بساط الظلم والجور.
وحكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة ما هي إلّا نموذج لتحقق هذه المشيئة الإلهية والمثل الأكمل هو حكومة نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه بعد ظهور الإسلام .. حكومة الحفاة العفاة والمؤمنين المظلومين الذين كانوا موضع تحقير فراعنة زمانهم واستهزائهم ويرزخون تحت تأثير الضغوط «الظالمة» لائمّة الكفر والشرك.
وكانت العاقبة أن الله فتح على أيدي هؤلاء المستضعفين أبواب قصور الأكاسرة والقياصرة ، وأنزل أولئك من أسرّة الحكم والقدرة وأرغم أنوفهم بالتراب.
والمثل الأكبر والأوسع هو ظهور حكومة الحق والعدالة على جميع وجه البسيطة ـ والكرة الأرضية ـ على يد «المهديّ» أرواحنا له الفداء.
فهذه الآيات هي من جملة الآيات التي تبشّر ـ بجلاء ـ بظهور مثل هذه الحكومة ، ونقرأ عن أهل البيت عليهمالسلام في تفسير هذه الآية أنّها إشارة إلى هذا الظهور العظيم.
فقد ورد في نهج البلاغة عن علي عليهالسلام قوله : «لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها