وسند على إبطال دعوى النبوة بيد الأعداء!.
والحقيقة هي أنّ مسائل من قبيل توقّع انتصار دولة كبيرة كالروم ، أو مسألة المباهلة ، تدل بصورة جيدة على أنّ نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآله كان قلبه متعلقا بمكان آخر ، وكان له سند قوي ، وإلّا فلا يمكن لأي أحد ـ في مثل هذه الظروف ـ أن يجرأ على مثل هذا الأمر!.
وخاصة ، إنّ مطالعة سيرة النّبي صلىاللهعليهوآله تكشف أنّه لم يكن إنسانا يتصيد بالماء العكر ، بل كانت أعماله محسوبة ... فمثل هذا الادعاء من مثل هذا الشخص يدل على أنّه كان يعتمد على ما وراء الطبيعة ، وعلى وحي الله وعلمه المطلق.
وسنتحدث عن تطبيق هذا التنبؤ التاريخي في القريب العاجل إن شاء الله.
٢ ـ السطحيّون «أصحاب الظاهر»
تختلف نظرة الإنسان المؤمن الإلهي أساسا مع نظرة الفرد المادي المشرك ، اختلافا كبيرا.
فالأوّل طبقا لعقيدة التوحيد ـ يرى أن العالم مخلوق لربّ عليم حكيم ، وجميع أفعاله وفق حساب وخطة مدروسة ، وعلى هذا فهو يعتقد أن العالم مجموعة أسرار ورموز دقيقة ، ولا شيء في هذا العالم بسيط واعتيادي ، وجميع كلمات هذا الكتاب «التكويني» ذات محتوى ومعنى كبير.
هذه النظرة التوحيدية تقول لصاحبها : لا تمرّ على أية حادثة وأي موضوع ببساطة ، إذ يمكن أن يكون أبسط المسائل أعقدها .. فهو ينظر دائما إلى عمق هذا العالم ولا يقنع بظواهره ، قرأ الدرس في مدرسة التوحيد ، ويرى للعالم هدفا كبيرا ، وما من شيء إلّا يراه في دائرة هذا الهدف غير خارج عنها.
في حين أن الإنسان المادي غير المؤمن يعدّ الدنيا مجموعة من الحوادث