أدنى مدّة «وبطرفة عين» بـ (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) بينما جاء في الآية (٤٣) من سورة الرعد في شأن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن يشهد على حقانيته (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ).
في حديث عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) الوارد في قصّة سليمان ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هو وصي أخي سليمان بن داود ، فقلت : والآية (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) عمن تتحدث؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ذاك أخي علي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
والالتفات إلى الفرق بين «علم من الكتاب» الذي يعني «العلم الجزئي» و (علم الكتاب) الذي يعني «العلم الكلي» ، يكشف البون الشاسع بين آصف وعلي عليهالسلام.
لذلك نقرأ في روايات كثيرة أنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا إنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ـ كان «حرف» واحد منه عند «آصف بن برخيا» وقام بمثل هذا العمل الخارق للعادة ـ وعندنا نحن الائمّة من أهل البيت ـ اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده (٢).
٤ ـ هذا من فضل ربّي
إن عبدة الدنيا وطلّابها المغرورين حين ينالون «القوّة» والاقتدار ينسون كل شيء إلّا أنفسهم .. وكل ما يقع في أيديهم يحسبونه من عند أنفسهم لا من غيرهم ،
__________________
(١) نقل هذا الحديث جماعة من المفسّرين وعلماء السنة بالعبارة ذاتها أو ما يقرب منها ، ولمزيد الإيضاح يراجع الجزء الثّالث من إحقاق الحق ، ص ٢٨٠ و ٢٨١.
(٢) راجع اصول الكافي وتفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٩٠.