مسدود ، وحالة الاضطرار ظاهرة في جميع العالم .. فعندئذ يظهر الإمام في أقدس بقعة .. فيطلب كشف السوء ، فيلبي الله دعوته ، ويجعله بداية «الظهور» المبارك في العالم ، ويستخلفه في الأرض هو وأصحابه ، فيكون مصداقا لقوله تعالى (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ).
«كان لنا بحث في شروط إجابة الدعاء وأهميته ، وفي سبب عدم الإجابة ، فصّلناه في ذيل الآية (١٨٦) من سورة البقرة»
٢ ـ الاستدلال المنطقي في كلّ مكان
نقرأ في آيات القرآن ـ مرارا ـ أنّه يطالب المخالفين بالدليل ، وخاصة بقوله : (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) وقد جاء هذا النص في أربعة مواضع البقرة : الآية ١١٥ ، الأنبياء :الآية ٢٤ ، النمل : الآية ٦٤ ، والقصص : الآية ٧٥ كما أنّه أكّد في مواضع أخرى على البرهان خاصة «والمراد من البرهان : أصدق دليل».
وهذا المنطق (المطالبة بالبرهان) للإسلام يحكي عن محتواه الغني والقوي ، لأنّه يسعى لأن يواجه مخالفيه مواجهة منطقية ، فكيف يطالب الآخرين بالبرهان وهو لا يكترث به؟! فآيات القرآن المجيد مملوءة بالاستدلالات المنطقية ... والبراهين العلمية في المسائل المتعددة!.
وهذا الأمر على خلاف ما حرفته المسيحية اليوم ـ وعوّلت عليه ، وترى أن الدين هو ما يوحيه القلب!! وتفصل العقل عنه إذ تراه أجنبيا عنه ... حتى أنّها تؤمن بالتناقضات العقلية كالتوحيد في التثليث ، ومن هنا فقد سمحت للخرافات أن تدخل في الدين ، مع أن الدين لو خلا من العقل والاستدلال العقلي فسوف لا يقوم دليل عليه ، ويكون ذلك الدين وما يضادّه سواء!.
وتبرز عظمة هذا المنهج (وهو الاهتمام بالبرهان ودعوة المخالفين إلى الاستدلال المنطقي) حين نلتفت إلى أن الإسلام ظهر في محيط يعيش الخرافات