تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة ، إنّا عن الله وعن رسوله نحدّث ، ولا نقول قال فلان وقال فلان فيتناقض كلامنا ، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أوّلنا ، وكلام أوّلنا مصدّق كلام آخرنا ، فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به ، فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نوراً ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان » (١).
وكان ذوو الذوق السليم والإيمان الصحيح يتحسّسون ذلك أيضاً ؛ جاء أبو هريرة العجلي الشاعر إلى الإمام الباقر عليهالسلام فأنشده :
أبا جعفر أنت الوليّ اُحبّهُ |
|
وأرضى بما ترضى به وأتابعُ |
أتتنا رجالٌ يحملون عليكمُ |
|
أحاديث قد ضاقت بهنّ الأضالعُ |
أحاديث أفشاها المغيرةُ فيهمُ |
|
وشرُّ الاُمورِ المُحدَثاتُ البدائعُ (٢) |
الثالث ـ الردّ على مقالاتهم الباطلة : لقد كان اُولئك الغلاة يكذبون على أهل البيت عليهمالسلام من ورائهم ويخشون أن يظهروا مقولاتهم الفاسدة أمامهم ، بل حتّى الزنادقة كانوا يتحاشون ذلك ، فلمّا أراد ابن أبي العوجاء الزنديق أن يناظر الإمام الصادق عليهالسلام حذّره ابن المقفّع ، وقال له : لا تفعل ، فإنّي أخاف أن يُفسد عليك ما في يدك (٣). وكان أهل البيت عليهمالسلام إذا بلغتهم المقالة الفاسدة من الغلاة فيهم خاصّة ردّوها جهرة وأثبتوا للناس الحقّ الذي في خلافها..
_____________
(١) رجال الكشي ٢ : ٤٨٩ ـ ٤٩١.
(٢) عيون الأخبار / ابن قتيبة م ١ ـ ج ٢ : ١٥١ (كتاب العلم والبيان) ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت.
(٣) الكافي / الكليني ـ كتاب التوحيد ـ ١ : ٧٤ ح / ٢ ـ المكتبة الإسلامية.