وهنا سنذكر نماذج من هذه الردود بحسب موضوعاتها ، لنقف في آن واحد على نماذج من الموضوعات التي انزلق فيها الغلاة ، وعلى كلمات أهل البيت عليهمالسلام وكلمات علماء الشيعة في مواجهة الانحراف وتصحيح الاعتقاد :
١ ـ التأليه : ادّعى كثير من الغلاة تأليه الأئمّة ، أو حلول الروح الإلهية فيهم ، فكان من ردّهم على هذه الدعوى قول الإمام الصادق عليهالسلام : « لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا » (١).
٢ ـ التفويض : دعوى اُولئك الذين قالوا إنّ الله خلق الأئمّة ثمّ جعل بأيديهم الخلق والرزق ؛ قيل للإمام الصادق عليهالسلام : « زعم أبو هارون المكفوف أنّك قلت له : إن كنتَ تريد القديم فذاك لا يدركه أحد ، وإن كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمّد بن عليّ ! يعني الباقر عليهالسلام ».
فقال الإمام الصادق عليهالسلام : « كذب عليَّ ، عليه لعنة الله ، والله ما من خالق إلّا الله وحده لا شريك له ، حقّ على الله أن يذيقنا الموت ، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية » (٢).
٣ ـ منازل لم يدّعها أهل البيت عليهمالسلام لأنفسهم : من غير التأليه والتفويض أظهر الغلاة كلاماً في منازل عجيبة لم يصدق منها شيء :
ـ فمن ذلك : قول بعضهم في جواب أمير المؤمنين عليهالسلام للنبيّ صلىاللهعليهوآله حين أمره النبيّ صلىاللهعليهوآله بأمر في خبر ماريّة ، فقال له : يا رسول الله ، أكون فيه كالسكّة المحماة ، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : « بل الشاهد يرى ما لا
_____________
(١) رجال الكشّي ٢ : ٤٨٩ ح / ٤٠٠.
(٢) رجال الكشّي ٢ : ٤٨٨ ح / ٣٩٨.