يرى الغائب ».. فتأول هؤلاء كلمتي « الشاهد » و « الغائب » بأنّ هذا رمز من أمير المؤمنين بأنّه شاهد جميع الأشياء ، وأنّ الأمر له في الباطن والتدبير ، دون النبيّ صلىاللهعليهوآله !!
وصف الشيخ المفيد أصحاب هذا القول بأنّهم الغلاة المنتحلين للزيغ (١).
ـ وقال أصحاب التناسخ : إنّ مقام النبوّة ومقام الإمامة استحقاق على الله تعالى ! وأنكر ذلك جمهور الإمامية ، وقالوا : هو تفضّل من الله تعالى ومعهم في هذا كافّة المعتزلة وأصحاب الحديث (٢).
وفي ردّ تلك المقالات كلّها ونظائرها نقف على قول الإمام الصادق عليهالسلام : « لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا » (٣).
٤ ـ في مفاهيم العقيدية : لقد سخّر الغلاة كثيراً من القضايا العقيدية في خدمة أهوائهم ، كما سخّروا التأويل والباطن ، وكما استفادوا من العقيدة بالمهدى الموعود وغيبته ـ كما استفاد غيرهم أيضاً ـ حتّى صارت عشرات الفرق منهم تدّعي مهدياً وتقول بغيبته ! فواجه أهل البيت عليهمالسلام ذلك كلّه ، فأثبتوا حجيّة ظواهر القرآن : في تفسيرهم له ، وفي أمرهم بعرض الحديث عليه فما وافقه فهو صحيح عنهم ، وما خالفه بالتباين فهم منه براء.. وركّزوا الحديث عن مهديّ أهل البيت عليهمالسلام بما يكفي لبيان بطلان دعاوى اُولئك المنتحلين ، وذلك ببيان اسمه ونسبه الشريف.
_____________
(١) رسالة حول خبر مارية القبطية / الشيخ المفيد : ١٨ (مصنفات الشيخ المفيد / م ٣).
(٢) أول المقالات / الشيخ المفيد : ٦٤ / ٣٥ ، ٣٦ (المصنفات / م ٤).
(٣) رجال الكشّي : ح / ٤٠٠.