ولئن كان أهل البيت عليهمالسلام لم يفتُروا عن مكافحة أساليب خصومهم من اُمويين وعباسيّين ومرتزقة وجهّال وزنادقة ، فإنّ انشغالهم في مكافحة هؤلاء الغلاة المنتحلين حبّهم كان أكثر وأشدّ ، لأنّه أنشغال تصحبه معاناة الشعور بالخذلان والتقوّل وزرع المزيد من الفواصل بينهم وبين الناس ! ومن هنا بيّن الإمام الرضا عليهالسلام حقيقة أخبار الغلوّ بقوله الشريف : «
إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام ؛ أحدها : الغلوّ. وثانيها : التقصير في أمرنا. وثالثها : التصريح بمثالب أعدائنا » (١). _____________ (١) عيون أخبار الرضا / الشيخ الصدوق ـ باب ٢٨ ـ ح / ٦٣ ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ ١٩٨٠ م.