لا بُدّ أن يكون هو الخصم الأقوى في الميدان !!
ـ صحيح أنّه قد تأتي التسمية نسبةً إلى الرجل الذي تنتسب إليه الطائفة ، فقيل : « الزيدية » ، نسبة إلى زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، و « الجهمية » نسبةً إلى الجهم بن صفوان ، و « الكرّامية » نسبة إلى محمّد بن كرّام ، وهكذا..
ـ أو قد تلاحظ في الطائفة مناسبة ما ، فتُشتق التسمية من تلك المناسبة ، فقيل : « الخوارج » لأنّهم خرجوا على الإمام الواجب الطاعة ، و « الرافضة » لأنّهم رفضوا زيد بن عليّ ، و « الخشبية » لأنّهم قاتَلوا بالخشب ، أو طافوا حول الخشبة التي صُلب عليها زيد..
غير أنّه في الحالين لم يخرج الأمر عن تلك القاعدة الواقعية ، فهي تسميات صدرت من خارج تلك الطوائف لا من أصحابها ، ومن الخارج الغالب ، فليس من شأن المغلوب أن يفرض دعاياته على الغالب الأقوى ، كما ليس من المعقول أن تختار تلك الطوائف لأنفسها مثل تلك الأسماء المنفّرة ، بل لو ترك الأمر إليها لما انتخبت إلّا أتّم الأسماء وأكثرها دلالة على ملازمة الصراط المستقيم !
ولو قُدّر أن يكون المغلوب غالباً لكان من الطبيعي أن تتبدّل الأسماء بتبدّل المواقع !
وهذه أمثلة من الواقع شاهدة على تلك الحقيقة :
١ ـ في أثناء ثورة زيد الشهيد رضياللهعنه جاءته طائفة من جُنده فطلبوا إليه أن يبرأ من الخليفتين أبي بكر وعمر ، فرفض ذلك ، فرجع اُولئك عنه ورفضوا القتال معه.
ففي هذه الواقعة ـ على
فرض صحّتها ـ رفضان : زيد يرفض مبدأ اُولئك ، واُولئك رفضوا قيادة زيد.. ويلاحظ أيضاً أنّ زيداً رضياللهعنه هو الذي ابتدأ بالرفض ،