إخراجهم (١).. وأيضاً فقد سبق من أهل الكوفة مثل هذا الخذلان مع عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام ولم يكن هناك أثر لهذه النغمة ، نغمة البراءة من أبي بكر وعمر !
فمن كان وراء هذه التسمية إذن ؟!
٢ ـ أيُّ الفريقين كان أولى باسم « القَدرية » : القائلين بالجبر ، أم القائلين بالتخيير ؟
إنّ القائلين بالجبر كانوا يقولون : إنّ كلّ فعل يفعله المرء ، من طاعة أو معصية ، فإنّما هو بقضاء وقَدَر.. وقد رأينا قبل قليل أنّهم قالوا ذلك تبريراً لأعمال خلفاء بني اُميّة ، فالخليفة حين يقتل الخيرة من الصحابة والتابعين فهو بقضاء وقَدَر ! وحين يستبدّ بأموال المسلمين ويترك عامّتهم يقرض الجوع أمعاءهم قرضاً ، فهو بقضاء وقدر ! وإذا استوى على الخلافة الرجل الفاسق ، فبقضاء وقدر ! وما علينا إلّا الطاعة والتسليم والرضا بالقضاء والقدر !!
وفي مقابل هؤلاء ظهرت الطائفة التي تقول : إنّ الله بريء من معاصي عباده وظلمهم وعدوانهم ، منزّه عن القبائح ، وقد فوض لعباده اُمورهم وترك لهم الخيار ، فإنّ شاء العبد فعل الطاعات فاستحقّ الثواب ، وإن شاء فعل المعاصي فاستحقّ العقاب.
فأيُّ الفريقين كان أولى باسم « القدرية » ؟
إنّ الفريق الأوّل لهو أولى الناس بهذا الاسم ، ولا يشاركه فيه أحد ، وإنّ
_____________
(١) مقاتل الطالبيّين / أبو الفرج الأصفهاني : ٣٤ و ٣٥ ـ مؤسسة الأعلمي ـ ط ٢ ـ ١٤٠٨ هـ ، تاريخ الطبري ٧ : ١٨٤ ، الكامل في التاريخ ٥ : ٢٤٤.