ان كان حبُّ الوليّ رفضاً |
|
فإنّني أَرفَضُ العبادِ (١) |
ويقول :
إذا في مجلس نذكُرْ عليّاً |
|
وسبطيهِ وفاطمة الزكيهْ |
يقال : تجاوزوا يا قوم هذا |
|
فهذا من حديث الرافضيهْ |
برئتُ إلى الميهمن من اُناسٍ |
|
يرونَ الرفضَ حُبَّ الفاطميهْ (٢) |
أمّا أبو حنيفة فقد خرج من ولاء الاُمويين إلى ولاء الثورات العلويّة منذ ثورة زيد الشهيد ، وبعده محمّد وإبراهيم أولاد عبد الله بن الحسن ، حتّى مات على ذلك في سجن أبي جعفر المنصور (٣).
وحتّى من كان فيه مداراة وتقيّة ، كالحسن البصري ، فقد أظهر في متنفّساته ما يبعده عن تلك الدائرة ، وكلمته في معاوية هي من أشهر ما قيل فيه : « أربع خصال كنّ في معاوية ، لو لم يكن فيه إلّا واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الاُمّة بالسيف.. واستخدامه بعده ابنه سكّيراً خمّيراً.. وادّعاؤه زياداً.. وقتله حُجراً وأصحاب حُجر ، فيا ويلاً له من حُجر ! ويا ويلاً له من حُجر » !! (٤)
_____________
(١) ديوان الشافعي : ٣٨ ـ دار كرم ـ دمشق ، وعجزه في الديوان مضطرب المعنى لم يبذل المصحّح جهداً في تقويمه ، ففيه « فإنّ رَفضي إلى العباد » علماً أن مصادر اُخرى روت في صدره « حبّ الوصي » بدل « حبّ الولي ».
(٢) ديوان الشافعي : ٩٢ ، واُنظر له في الديوان أيضاً : ٥٨ ، ٧٤.
(٣) الملل والنحل ١ : ١٤٠ ، تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي ١٣ : ٣٩٨ ـ مطبعة السعادة ـ ١٩٣١ م.
(٤)
الأخبار الموفّقيات / الزبير بن بكّار : ٥٧٤ ت / ٣٧٢ ، وقد سقطت منه الخصلة الرابعة دون أن يتنبّه محقّقه الدكتور سامي مكّي العاني إلى ذلك رغم أنّه أثبت في