وكان من تقيّته أنّه إذا حدّث عن عليّ عليهالسلام لم يذكر اسمه ، بل يرسله فيقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقيل له : إنّك تقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وإنّك لم تدركه ؟!
فقال للسائل : يا بن أخي قد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولو لا منزلتك منّي ما أخبرتك ؛ إنّي في زمانٍ كما ترى ، فكلّ شيءٍ سمعتني أقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهو عن عليّ بن أبي طالب غير أنّي في زمان لا أستطيع أن أذكر عليّاً ! (١)
وكان الأعمش ، وأبو إسحاق السبيعي ، والنسائي ، والحاكم النيسابوري أظهر حبّاً لأهل البيت عليهمالسلام من الحسن البصري.
وهذا الاتجاه هو الذي غلب في ما بعد على ثقافة الجمهور من « أهل السنّة والجماعة » وظهر بشكل أكثر وضوحاً وتركيزاً لدى أصحاب الاتّجاه الصوفي.
لكنّ الذين وقعوا في دائرة الظلّ التام من أهل الأثر العلمي ، بعد عصر الهيمنة الاُموية والعباسية ، كانوا أفراداً أصبح لهم بعد ذلك أتباع أخذوا بمناهجهم واقتفوا آثارهم ، وأهم هؤلاء الأفراد ثمّ الجماعات :
١ ـ ابن حزم : الفارسي الأصل ، الاُموي الولاء ، كان جدّه مولى يزيد بن أبي سفيان الاُموي أمير دمشق قبل أخيه معاوية.. الظاهري المذهب ، القُرطبي المولد ، المولود سنة ٣٨٤ هـ ، والمتوفّى سنة ٤٥٦ هـ ، الذي قُرِن لسانه بسيف الحجّاج ، فقيل : « كان لسانُ ابن حزم وسيفُ الحجّاج شقيقين » ! وقيل في لسانه
_____________
أوّل الحديث « أربع خصال كنّ في معاوية... » ! والحديث بنصّه الكامل مشهور جدّاً اُنظر ، : المنتظم ٥ : ٢٤٣ الكامل في التاريخ ٣ : ٤٨٧ ، تهذيب تاريخ دمشق / عبد القادر بدران ٢ : ٣٨٤ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ١٩٨٧ م.
(١) تهذيب الكمال ٦ : ١٢٤.