أيضاً : « لم يتأدّب مع الأئمّة في الخطاب ، بل فجَّجَ العبارة ، وسبَّ وجدَّع ، فكان جزاؤه من جنس فعله » ! (١)
٢ ـ أبو بكر ابن العربي : العربيّ الأصل ، الأندلسي الإشبيليّ المولد ، المالكي المذهب ، المولود سنة ٤٦٨ هـ والمتوفّى سنة ٥٤٣ هـ ، الذي عمل قاضياً بإشبيلية فحُمدت سيرته أوّلاً ، ثمّ عُزل لأجل شدّته وسطوته !
ومع ما كان عليه من شدّة وسطوة فقد « تعلّق بأذيال المُلك ، ولم يجرِ مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحزبهم ، بل داهن » ! وكان منافراً لابن حزم ، متحاملاً عليه ، سلّط عليه لسانه وقلمه ، فممّا قاله فيه ممهّداً بذكر الظاهرية ، فيصفهم بأنّهم « اُمّة سخيفة » وأن مبدأهم إنّما هو من سنخ مبدأ « الخوارج » حين قالوا : لا حكم إلّا لله.. لينتقل إلى ابن حزم ، فيقول : « وجدتُ القول بالظاهر قد ملأ به المغربَ سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يُعرَف بابن حزم... وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سمّاه (نكت الاسلام) فيه دواهي ، فجرّدت عليه نواهي ! وجاءني آخر برسالة في الاعتقاد (٢) ، فنقضتها برسالة (الغُرّة) والأمر أفحش من أن يُنقض » (٣).
٣ ـ ابن تيمية : غير المعروف الأصل ، الشامي الحرّاني المولد ، الحنبليّ المذاهب ، المولود سنة ٦٦١ هـ ، والمتوفى سنة ٧٢٨ هـ ، الفقيه المعروف بالحدّة والتطرّف ، والذي واخا الشقيقين : سيف الحجّاج ، ولسان ابن حزم ! والذي شذّ
_____________
(١) اُنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ : ١٨٤ ـ ١٨٦ ، ١٩٩.
(٢) وهي رسالة (الدرّة في الاعتقاد).
(٣) اُنظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء ٢٠ : ١٩٨ ، ٢٠٠ ، ٢٠٢ ، وترجمة ابن حزم في المصدر نفسه ١٨ : ١٨٨ـ ١٩٠.