في مسائل كثيرة في الفقه وفي العقيدة ، فوصفه كثير من العلماء بالنفاق وبالضلال والزندقة بسبب ذلك (١) ! فيما اتّخذه بعض المتأخّرين إماماً في الفقه والفكر والعقيدة !!
٤ ـ « السلفية » و « الوهابية » : إنّ هذا المنهج الخاطئ قد أصبح في ما بعد مذهباً لفرقة ، بعد أن كان موقفاً لأفراد.. لقد اتخذت منه الفرقة الوهّابيّة ـ الحادثة في القرن الثاني عشر الهجري على يد محمّد بن عبد الوهّاب النجدي ، المولود سنة ١١١١ هـ والذي ابتدأ دعوته سنة ١١٤٣ هـ ، وتوفي سنة ١٢٠٦ ـ اتّخذت منه ، جملةً وتفصيلاً ، مذهباً تدين به في تحديد الرؤية إزاء نظرية الخلافة ونظام الحكم في الإسلام ، وإزاء الموقف من الصحابة ومجمل الاعتقاد فيهم ، وإزاء التاريخ قراءةً ونقداً وتقويماً.. ذلك حين اتّخذت من تراث ابن تيمية وكتاب (العواصم من القواصم) لابن العربي مصدراً معرفياً أساسياً تستلهم منه الفكر والمعتقد والمنهج.
وغير (الوهّابية) كثير من دعاة (السلفية) أيضاً قد تبنّوا هذا المنهج حين منحوا تلك المصادر ذاتها الموقع ذاته.
ويبقى الفارق بين الفريقين أكبر من مجرّد الانتساب إلى دعوة محمّد بن عبد الوهاب أو عدمه ، فدعاة (السلفية) ما زالوا أقرب إلى تلك المصادر مادّةً وروحاً ، وربّما تغافلوا عن بعض صفحاتها المنكرة فلم يردّدوا أصداءها ، بل ربّما
_____________
(١) اُنظر ترجمته في : الدرر الكامنة / ابن حجر ١ : ١٥٥ ـ دار إحياء التراث العربي ، الفتاوى الحديثية / الهيتمي : ٨٦ ـ مصطفى البابي الحلبي ـ مصر ـ ط ٣ ـ ١٤٠٩ هـ.