عباس رضياللهعنه (١) ، وكان لهؤلاء حروب شديدة مع الاُموييّن في البصرة وبلاد فارس ، حتّى فَنوا على يد المهلّب بن أبي صفرة في زمن عبد الملك بن مروان (٢).
٢ ـ النجدات : أصحاب نجدة بن عامر الحنفي ـ من قوم مسيلمة أيضاً ـ وقد تمكّنوا في عزّ قوّتهم من الاستيلاء على البحرين وحضرموت واليمن والطائف..
وأساس الافتراق بينهم وبين الأزارقة كان خلافهم في « التقيّة » و « القعود عن القتال ». فقال نافع : التقية لا تحلّ ، والقعود عن القتال كفر. فخالفهُ نجدة ، وقال : التقية جائزة ، والقعود عن القتال جائز ، والجهاد إذا أمكنه أفضل. فانترقا على ذلك ، فسمّي النجدات « العاذرية » لأنهم عذروا القاعد عن القتال لعذر. ثمّ قال النجدات بعدم وجوب نصب الإمام إلّا إذا اقتضت المصلحة ، تمشّياً مع حالهم في التقية التي آمنوا بها (٣).
٣ ـ الإباضيّة : وهي الفرقة الباقية اليوم من بين سائر فرقهم الاُخرى. لذا رأينا التفصيل في أخبارها أكثر :
تاريخ تسميتهم بالإباضية : نسبة إلى عبد الله بن إباض ـ بكسر الهمزة أو بفتحها ـ ولم يكونوا في تاريخهم المبكّر يستعملون هذه التسمية بل كانوا يسمّون أنفسهم : « جماعة المسلمين » و « أهل الدعوة » ولم تظهر التسمية بالإباضية في مؤلّفاتهم إلّا بعد ثلاثة قرون تقريباً (٤).
_____________
(١) الاتقان في علوم القرآن / السيوطي ٢ : ٥٦ ـ ٨٨ ـ المكتبة المصرية ـ بيروت ـ ١٩٨٨ م.
(٢) اُنظر : الكامل في التاريخ ٤ : ٤٤٣.
(٣) اُنظر : الملل والنحل ١ : ١١٢.
(٤)
الإمام أبو عبيدة التميمي وفقهه / مبارك بن عبد الله بن حامد الراشدي : ١٤٦ ـ