وقد ضمّ المسند أكثر قليلاً من ألف حديث (١) ، ومعظم هذا المسند هو من رواية جابر بن زيد عن ابن عباس ، وفيه أحد عشر حديثاً ومسألة عن عليّ عليهالسلام.
الانتشار : كان لهذا المذهب انتشار مبكّر في عُمان ، تأثّراً بجابر بن زيد صاحب المسند الجامع ، كنا انتقل هذا المذهب من البصرة إلى المغرب العربي بواسطة سلمة بن سعد في سنة ١٠٠ هـ ، في نفس الوقت الذي انتقلت فيه مقولة الصفرية ـ إحدى فرق المارقة ـ إلى هناك بواسطة عكرمة مولى ابن عبّاس.
ومن هنا فقد ظهرت لديهم أحاديث عجيبة في فضل البربر وأهل عمان ؛ فجبريل يوصي النبي صلىاللهعليهوآله بتقوى الله وبالبربر ! وعلي وابن مسعود يُكثران الوصاية بهم ويفسّران غير واحدةٍ من آي القرآن فيهم ، كقوله تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ) (٣) فهم البربر !
وقد سئل شيخهم المعاصر عن هذه الأحاديث ، فقال : الأحاديث التي وردت في فضائل أهل عمان وفي فضل عمان ذاتها أخرجها مسلم في صحيحه ! وأمّا التي ذكرها أبو زكريّا في البربر فلا يُعلَم صحّتها من عدمها ، أمّا الجامع
_____________
(١) ينتهي تسلسل أحاديثه برقم ١٠٠٥ ، لكن كثيراً من الأرقام قد وضع وراءها أكثر من حديث واحد مختلفة سنداً ومتناً كما في الرقم (٧٨٨) و (٧٩٢) و (٨٠٥) وغيرها.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ٥٤.
(٣) سورة محمّد : ٤٧ / ٣٨.