اما إذا نظرنا الى ما في الجبال من خزائن ، وما في البحار من ثروات معدنية وحيوانية ، وما في الأرض من كنوز ومعادن ، فسنعرف آنذاك أن ربّنا غنيّ حميد ، وانه على كل شيء قدير.
وحين نعرف بأن ربنا سبحانه قد جعل في السموات والأرض أنظمة وسننا ـ يحفظنا بها ـ ولو لا ذلك لانتهت حياتنا على الأرض ، أو تحولت في أحسن الظروف الى جحيم لا يطاق.
ان نظام الغلاف الجوي كأبرز مثال من الدقة بحيث لو انه كان أقل سمكا لتهافتت النيازك والشهب فأحرقت الأرض ، ولو انه كان اسمك قليلا لما استطاعت الأرض ان تأخذ قدرا كافيا من اشعة الشمس فكانت تتجمد ، وهكذا الجاذبية ، وسماكة الأرض .. أقول إذا عرفنا كلّ ذلك هدانا الله الى انه سبحانه رؤف رحيم.
وكذلك تحولات حياتنا من الموت الى الحياة ، ومن الحياة الى الموت ، يدلّنا على ان تدبير الأمور بيد غيرنا لا بيدنا نحن ، وان الرحمن على العرش استوى. وهكذا نجد في هذه الآيات منهجا قرآنيّا عظيما. حيث يذكرنا بآية من الآيات ، ثم بصفة من صفات الخالق ، واسم من أسمائه ، وهذا هو الأسلوب المناسب لمعرفة الله سبحانه ، وبتعبير آخر التحول من درجة الايمان الى درجة المعرفة.
جزاء الهجرة :
[٥٩] لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ
قد يكون هذا المدخل الذي يرضونه في الدنيا ، لأنهم خرجوا غاضبين في سبيل الله ، وقد يكون المدخل هو الجنة لان اللّام في قوله : لَيُدْخِلَنَّهُمْ تفيد المستقبل.
وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ