ان الله محيط علما بما في السموات والأرض ، وان كل شيء عنده مكتوب في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ، وذلك على الله يسير. لان تسجيل حوادث الدنيا ومتغيراتها وإدراجها في كتاب أمر بسيط ، فاذا حانت ساعة الحساب فان يدك كتاب ، وجلدك كتاب ، وعينك كتاب ، وكل ما فيك كتاب شاهد عليك ، فما تفعله لا يذهب هباء ، ومع كل ذلك ، فانك تجد أناسا يعبدون من دون الله أناسا عاجزين مثلهم ويخضعون لاصنام بشرية أو حجرية.
ان الإنسان ينبغي له ان يتبع أحد أمرين : اما ان يتبع شريعة الله ويخضع لأوامره ، ونواهيه ، واما ان يتبع العلم ، فمن لم يتبع أحد هذين الأمرين فهو ظالم لنفسه ، ومن يظلم نفسه ، أيحسب آنئذ ان الأصنام الحجرية أو البشرية ستشفع له؟! انها ستكون عليه ضدا ، وسيحشر معها في جهنم كما قال تعالى :
إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ .
وانك لترى مدى التعصب للباطل عند عبد الطاغوت ، حيث تتبين في وجوههم المنكر .. فاذا بها تظلم وتعبس ، كلما تليت عليهم آيات الله ، البالغة الوضوح ، حتى ان اعصابهم تتحفز وكأنهم يستعدون لمعركة ، ويكادون يرفعون أيديهم للسطو على من يتلوا عليهم الآيات ، ودون النظر الى محتوى الآيات ، وان التالين لها ليسوا سوى مبلغين وان قول الحق إذا كان مرا لان فيه تهديدا وإنذارا بالعقاب الواقعي ، فان ذات العقاب وهو النار التي وعدها الله الذين كفروا انه أشد حرارة وأسوأ مصيرا.
وبمناسبة الحديث عن الأصنام التي تعبد من دون الله ، يتحدى الله الأصنام البشرية موجها إليها المقال بان ليس في إمكانها خلق ذبابة واحدة حتى لو احتشدت كل القوى العظمى اليوم مثلا (امريكا ، روسيا ، أوروبا ، اليابان وأذنابهم) ما