«رأس العقل بعد الايمان التودد الى الناس واصطناع الخير الى كل بر وفاجر» (١)
الاجتباء وحق الجهاد :
[٧٨] وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ
هنالك علاقة بين الأمر بالجهاد وقوله سبحانه : ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ، وهذه العلاقة هي انه بمقدار معرفتك بالله يكون جهادك في سبيله.
هُوَ اجْتَباكُمْ
اي اختاركم ، ويبدو هنا ان الاجتباء هو درجة أقل من الاصطفاء ، لان الله قال عن الرسل بأنه يصطفيهم ، اما المؤمنين فيجتبيهم ، وربما السبب ان الله يصطفي رسله بالغيب اما المؤمنين فانه يجتبيهم إذا ما توافرت فيهم الشروط المطلوبة وحسب السنن الجارية.
ان الايمان مستوى رفيع لا يصل اليه كل إنسان ، فاذا ما وصل اليه فلا بد ان يعرف ان الله قد وضع على عاتقه المسؤولية بعد ان اجتباه ، والاجتباء لا يكون بالإخبار المباشر ولكن بالقذف في القلوب والإلهام.
من هنا جاء الحديث المأثور عن الامام الرضا (ع) حين سأله المأمون العباسي عن زيد بن علي (ع) فقال : كان زيد والله ممن خوطب بهذه الآية : «وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ». (٢)
__________________
(١) المصدر ص ٥٢١.
(٢) المصدر ص ٥٢٢.