الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
من هذه الآية وما بعدها يلخص الله السورة مجملة كما انه يذكر الخلاصة التي يريد طرحها.
هذه الآية تبين مراحل الايمان وهي :
١ ـ الخضوع ، ودليله الركوع لله.
٢ ـ الخشوع بكل الجوارح ، والشعور بالحقارة امام الله ، ودليلها السجود.
٣ ـ استمرار الخضوع والخشوع والاستقامة عليهما ، وهذا هو معنى العبادة.
٤ ـ العطاء المستمر سواء بالإنفاق أو العلاقات الحسنة أو .. أو .. ، وهذا معنى قوله : وَافْعَلُوا الْخَيْرَ .
ونتيجة هذه السلسلة من الأوامر هي سعادة الإنسان ، ووصوله الى غاياته وتطلعاته ، وهو قوله : لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
وهكذا جاء في الحديث المأثور عن الامام أمير المؤمنين في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه :
«يا بني لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كلما تعلم ، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض ، وأضاف بعد ذكر هذه الآية المباركة : فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح». (١)
وعن الخير الذي أمرنا به في خاتمة الآية جاء في الحديث النبوي :
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٥٢٠.