إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
وعند ما يصطفي سبحانه من الملائكة ومن الناس رسلا فانه لا يتخلى عن عباده ، بل هو سميع بهم وبصير بما يعملون ، يدبر أمورهم ، ويسجل أعمالهم ، ويعلم ما في سرائرهم وضمائرهم ، وان اصطفاءه للرسل انما يتم بعلمه ، وبسمعه وبصره فلا يكون عبثا ، ولعلنا نستوحي من قوله سبحانه : «وَمِنَ النَّاسِ» ان الله يصطفي من المؤمنين من يحمل الرسالة ، فهناك الرسول ، ورسول الرسول ، وهكذا ودليلنا على هذه الفكرة قوله تعالى في آخر آية من هذا الدرس ، حين يتحدث عن المجتمع الاسلامي : «وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» وآية أخرى يقول فيها سبحانه : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ فالله سبحانه يختار من سائر عبيده ، من يحمل الكفاءة العلمية والعملية والقيادة ، ويحمله مسئولية نقل رسالته.
[٧٦] والله سبحانه يحيط علما بمن يصطفيهم من الرسل فلا يقدرون على مخالفته ومعصيته ، ونقل مالا يرضى من القول الى الناس وانه لضلال مبين ان نقيس ربنا بمن يجتبيهم من رسله الذين :
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ
ان علم الله شامل لرسله أيضا ، فهو معهم ويعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ
أمور الأنبياء وأمور الناس ، وحينها يأخذ للمحسن من المسيء ، ويجازي المحسن بإحسانه ، والسيء بإساءته.
[٧٧] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا