قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدى القرآن [ ج ٨ ]

129/495
*

بينات من الآيات :

ما قدروا الله :

[٧٤] ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

ما قدروا الله حق قدره بان قاسوه بعباده ، ولم يعبدوه حق عبادته ، وكل الفساد والضلال والويلات انما نشأت بسبب عدم معرفة الله حقا.

ما هو الفرق بين القوة والعزة؟

يبدو ان الفرق بين القوي والعزيز هو ان القوي يستخدم ـ بسبب أو آخر ـ قوته في السيطرة على الآخرين ، ولكنه ليس بعزيز ، اما إذا كان قويا واستخدم قوته وقدرته في الساحة الاجتماعية ، فآنئذ يسمى عزيزا اي مرهوب الجانب ، والله سبحانه كذلك الا انه لا يقاس بخلقه فهو قوي مطلق القوة ، وعزيز يستخدم هذه القوة في تدبير شؤون الخلق ، فلا يتصور أحد انه قادر على تحدي الله أو ان باستطاعته بعد ذلك ان يفلت من عقابه ، وعموما فان القوة والعزة توحيان بضرورة التقوى حيث يعاقب الله من لا يقدّره حق قدره.

رسل المسؤولية :

[٧٥] اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ

ان الله سبحانه وكما جرت سنته لا يعذب قوما من دون ان يرسل إليهم رسولا حتى ولو لم يقدروه حق قدره ، «وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً» ، فالله وقبل كل شيء يصطفي رسلا من الملائكة ومن أهل الأرض ، فيرسل بالوحي هؤلاء الى هؤلاء ، فرسل الله في الأرض هم رسل المسؤولية ، وهذه الآية توحي بان رسل الله سواء كانوا ملائكة أو بشرا هم على درجات.