القساوة تجعل النفس كالصخرة ، لا ينبت عليها الزرع ، ولا تستقبل أمواج النور.
اذن الخشوع هي الصّفة الاساسية التي يتحلى بها المؤمنون ، بل هو الايمان ذاته.
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ
ان فلاح المؤمنين ، ونيلهم سعادتهم يكون بتأديتهم الصلاة بخشوع ، لان الخشوع يتجلى عند الصلاة أكثر من أيّ وقت آخر ، ولهذا كان الامام الحسن (ع) إذا توضأ لها اصفر لونه ، وتغيّرت ملامحه حتى ينكره الذي يعرفه ، وقد أمر الدين بالخشوع القلبي دون الظاهري في الصلاة ، فقد جاء في الأثر عن رسول الله (ص) انه قال :
«ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق»
ونهى الدين عن العبث أثناء الصلاة لأنه يتنافى وخشوع القلب قال أمير المؤمنين (ع) :
«ليخشع الرجل في صلاته ، فانه من خشع قلبه لله عز وجل خشعت جوارحه ، فلا يعبث بشيء» (١)
٢ ـ الاعراض عن اللغو :
[٣] لان القلب المؤمن خاشع فهو يعي مسئوليته ، أو ليس يسلّم للحق ، ويعرف أنه سيسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، ويحاسب عليها ، ويعلم أن الحياة جدّ ، لا عبث فيها ، ولا لغوا بينما الذي لا يعرف ان وراء حياته جزاء ، وانه يجب ان يكيف حياته على هدى ذلك الجزاء ، فانه يتخذ الحياة لهوا ولعبا.
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٥٢٨.