وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
الذي يكون لديه مريض في حالة خطيرة لو مر على جماعة يلعبون فهل سيقف معهم؟ كلا .. وهكذا حال المؤمن فانّ قلبه مهموم بأهدافه ومسئولياته في الحياة ، مما يجعله يترفع عن صغائرها وتوافهها. وحتى لو جاءه اللغو يسعى فانه لا يعيره أي اهتمام ، ولا يقول القرآن عنهم : انهم لا يفتشون عن اللغو ، بل قال «عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» اي لو حاول أحد ان يؤثر عليهم ، فهم لا يتأثرون به وبلغوه.
وقد فسر اللغو في كلمات أئمة أهل البيت (ع) بالاصغاء الى ما لا يحل الإصغاء له ، مما يشمل الفحش ، والغيبة ، والخوض في آيات الله.
و جاء في حديث مأثور عن أبي عبد الله الصادق (ع) في تفسير الآية :
«ان يتقول الرجل عليك بالباطل ، أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه الله»
وجاء في حديث آخر تفسير اللغو بالغناء ، والملاهي ، وفسر في حديث آخر بالاستماع الى القصّاص ، اما الامام أمير المؤمنين (ع) فيقول :
«كل قول ليس فيه لله ذكر فهو لغو» (١)
٣ ـ العطاء :
[٤] وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ
والزكاة التي يذكرها القرآن هنا ، ليست مجرد العشر الذي يعطيه المسلم على تسعة أشياء هي الغلاة الأربع ، والانعام الثلاث ، والنقدين ، وانما كل زكاة ،
__________________
(١) المصدر ص (٥٢٩).