وزكاة كل شيء بحسبه ، فزكاة العلم نشره ، وزكاة الجاه بذله ، وزكاة المال إنفاقه ، وزكاة الصحة النشاط.
ان نظرة المؤمنين الى الحياة تنبع من خشوعهم للحق المتمثل في رسالات ربهم ، فلأنهم خاشعون لله يعملون بشرائعه ، ويشكرون ربهم على نعمائه بالإنفاق ، لأنهم يرون كل نعمة منه ، وكلمة «فاعلون» تختلف عن معطون. إذ توحي باستمرار الإنفاق ، وانه سلوك لا حالة طارئة ، اي ان فعلهم وعملهم هو الزكاة ، والواقع ان الزكاة قرينة الصلاة في القرآن دائما ، ولا تقبل الصلاة الا بها ، وقد أكد الإسلام عليها ، و جاء في الحديث عن الامام الصادق (ع) :
«من منع قيراطا من الزكاة فليس هو بمؤمن ، ولا مسلم ، ولا كرامة» (١)
٤ ـ تحديد وتوجيه الشهوات :
[٥] لقد خلق الله الإنسان مزوّدا بشتى الغرائز ، وليس ذلك الا ليستفيد منها ، ولكن بالشكل المناسب ، والمؤمنون وحدهم الذين يستثمرونها لصالحهم ، لأنهم يهيمنون على أنفسهم ، ويكبحون جماح الشهوات بالخشوع والتسليم للحق.
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ
وقد يعني الحفظ هنا بالاضافة للالتزام بالشريعة ، وتوجيه الغريزة وفقها ، الحفاظ على فرج الإنسان من الناحية الصحية أيضا ، وذلك بعدم الإفراط في الشهوة ، والالتزام بالمنافذ الشرعية لها.
[٦] إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
__________________
(١) المصدر ص (٥٢٩).